"انتفاضة الجياع" فى موريتانيا: تفاصيل تنشر لأول مرة!

كان يوم الأربعاء 7 من نوفمبر سنة 2007 يوما خاصا في تاريخ مقاطعة كنكوصة، كان اليوم الذي قدمت فيه شهيدا في انتفاضة عرفت في ما بعد في أوساط السياسيين بانتفاضة الجياع. كان يوما من أيام نوفمبر التي تشعرك ببداية قدوم الشتاء ،جو صافي ومنعش وحرارة في المتوسط.

استيقظ الطالب شيخنا ولد محمد ولد الطالب النافع كأمثاله من التلاميذ وبدأ في تهيئة عدته للذهاب إلي المدرسة، و بعد أن أقام الشاي لوالديه انطلق إلي الثانوية التي لا تبعد أكثر من 200 متر عن منزل أهله ، كان التلميذ شيخنا طالبا في الصف الخامس آداب وحصة الثامنة من مادة العلوم الطبيعية وكان ذالك أول حضور للتلميذ شيخنا لهذه المادة (مادة ثانوية لتخصصه) سأل الأستاذ احمد:التلميذين شيخنا وآخر لماذا تغيبتما كل هذه الفترة ؟ ويبدوا أن جواب الطالبين لم يكن مقنعا للأستاذ احمد ، فطردهما خارج الحصة ...

كانت كنكوصه كغيرها من مناطق موريتانيا قد أنهت لتوها انتخابات رئاسية فاز فيها سيد محمد ولد الشيخ عبد الله المدعوم من العسكر، وكانت النسبة التي حصل عليها في كنكوصه نسبة قياسية علي مستوي البلد اقتربت من 90 في المائة.

وظن الناس في أحاديثهم أن ذالك قد يكون له انعكاس علي الاهتمام بهم من طرف السلطة الجديدة، وهم الذين يعتبرونها مقاطعة منسية بكل المقاييس، فهم مستثنون في مجلس الوزراء، كما انه من النادر حصولهم علي مشاريع اقتصادية ذات فائدة...

كانت سيارات مشروع مكافحة الفقر في افطوط الجنوبي وكركور العابرة للصحراء تعيق سير الناس ، ولا تنعكس علي حياتهم ، لقد مل الناس من الشعارات...

كانت أسلاك الكهرباء تشق السماء دون كهرباء منذ أزيد من سنة لسبب غامض ، وكانت الشبكة المائية متعثرة وعاجزة عن تلبيه حاجة الناس الواقعين علي بحيرة مائية ، وكان الناس يشكون من الفواتير ومبالغها غير المفهومة ، وكثر القيل والقال من أين جاء هذا المبلغ كله ؟

كانت الأسعار تتصاعد بشكل صاروخي بفعل معطيات دولية و أخري داخلية وأحس الناس بعدم القدرة علي مسايرتها وبدا وكان الفقراء سينسحبون من هذه الحياة الكئيبة القاسية ، كانت السنة ممطرة ، لكن الحرائق أخذت تلتهم كل شيء ، ليس حريقا واحد أو اثنين خلال اليوم بل أكثر ، بدأت الشكوك تراود الناس عن إمكانية أن تكون مدبرة وانتشرت الشائعات بشأن ذالك ، تري من يقف وراءها ، لقد لبد دخان الحرائق سماء كنكوصه لأسابيع ومن عدة اتجاهات ، في احد الأيام خرج تلاميذ الثانوية بسبب الدخان الذي أصاب الطلاب والمدرسين بالسعال .

كان طلاب الثانوية يفترشون الأرض بسبب عدم وجود المقاعد وقد تسبب الغبار في انتشار أمراض الجهاز التنفسي بين صفوفهم. كان الناس يتساءلون ما لذي يجري ؟ وأين ( الدولة)؟

الإذاعة وهي وسيلة إعلام البلد الوحيدة توقفت عن البث منذ بعض الوقت إلي هذه الجهات، لقد كان الناس مستاءون جدا ،ويشعرون بالخيبة من الحكم الجديد الذي أدار لهم ظهره علي ما اعتقدوا... وكنت تلاحظ ذالك الاستياء في أحاديث الناس وفي الأسواق والأماكن العامة .

وشاع بين الناس أخبار ثورة جكني ، والثورة مثل الزكام سريعة الانتقال ، وصارت القصة الأهم لدي الناس ، إضافة إلي الاستياء العارم بينهم ...

يوم الأربعاء 7 نوفمبر قبل الساعة العاشرة ب15 دقيقة كان الطالب شيخنا ابن الأسرة المتوسطة الحال جالسا مع زميله تحت أشجار بالقرب من مباني المدرسة في انتظار الساعة العاشرة، مر أستاذ التاريخ محمد عليهما سألهما لماذا تجلسان هنا خارج الدرس ؟ قصا قصتهما، وبدت عادية وبما أن العاشرة أصبحت قريبة فقد تركهما وطلبهما بالحضور العاشرة... كانت آخر مرة يري فيها التلميذ شيخنا علي قيد الحياة .

كان التلميذ شيخنا يمتلك إمكانات قيادية بارزة ، كانت واضحة في سلوكه مع زملائه داخل الفصل وخارجه ،بالرغم من انه لم يكن متفوقا في المدرسة ...

دق الجرس بعد انتهاء العطلة القصيرة ( 10 دقائق ) بدا التلاميذ في الدخول إلي المؤسسة ، لكن شيئا ما حدث في الفصول القصية من المدرسة ، مئات التلاميذ الغاضبين يحملون الحجارة ، ويرمونها في كل اتجاه مندفعين خارج الثانوية ، ويصيحون بشعارات مختلفة تندد بالسلطة وتطالب بتوفير المقاعد و بتخفيض الأسعار وعدم تهميش المقاطعة...

لم يستغرق خروج التلاميذ أكثر من دقائق قليلة و اتجهوا عبر الطريق الرئيسي إلي وسط المدينة حيث توجد المباني الإدارية والسوق ،و في الطريق انضم إليهم عدد من المواطنين ...

علمت فرقة الدرك بالخبر وهي لا تبعد عن الثانوية إلا بحوالي 300 متر ولكن في الجهة المعاكسة من الطريق الرئيسية ...

اتجه قائد الفرقة في سيارة الدرك مع ثلاث من إفراده صوب المتظاهرين وكان يريد احتواءهم سلميا ولم يكن راغبا بالاصطدام بهم علي ما يبدوا، فقد كان يخشي تكرار سيناريو جكني منذ أيام ( حيث تمت السيطرة علي مكتب الدرك وتم تحطيمه وتم الاعتداء الجسدي عليهم ) وبالتالي فقد حاول عدم الاصطدام بالمتظاهرين ، وكان يقول لهم انتم علي حق نحن معكم و لكن لا تفسدوا شيئا ..

وقف عنصران من الدرك في البداية أمام البلدية حيث يوجد مكتب المحاسب من اجل حمايته قبل أن ينسحبوا تحت ضغط المتظاهرين ،استخدم الدرك كمية قليلة من القنابل المسيلة للدموع لكنهم تضرروا منها أكثر من المتظاهرين فقد كانت تسقط بالقرب منهم وبشكل معاكس للرياح ..

بعد وقت قصير اقتحم المتظاهرون مبني البلدية وكسروا الأبواب وحطموا المكاتب ، كان العمدة غائبا بينما اختبأ الأمين العام في احد المكاتب المغلقة ، وفعلوا نفس الشيء مع دار الضيافة حديثة الإنشاء التابعة للبلدية ..

وعلي القرب من البلدية كان يوجد مركز الحالة المدنية دخله الغاضبون وحطموه جزئيا واحرقوا بعض الأوراق . اتجه المتظاهرون إلي مكتب شركة المياه ،و وقعت اشتباكات محدودة مع عمال الشركة أصيب فيها شخصين بجراح قبل أن ينسحب العمال تاركين المقر وتم تدمير كل شيء ( كمبيوتر، وساحبة ،ووثائق وسجلات، ومكاتب...)،

واتجه المتظاهرون إلي مبني المقاطعة وهناك وقعت الملحمة ، كان هناك ثلاثة فقط من الحرس ( البقية في مهمة تتعلق بإطفاء الحرائق) هم اج(من لعيون ومتزوج في كنكوصه) ومناي (من أبناء كنكوصه) بقيادة مساعد قائد الفرقة ألحرسي وان ( من بوكي) ، وبما انه يوجد بابان لمبني المقاطعة احدهما المدخل الرئيسي والآخر الباب المؤدي إلي المكاتب ، وقف اج عند الباب الرئيسي (حيث وقعت الأحداث) ، بينما كان مناي عند المدخل الخلفي المؤدي إلي المكاتب ، كان مكتب الحرس مغلقا والمفاتيح مع القائد احمد سالم ( في مهمة إطفاء) كسر أفراد الحرس قفل مكتبهم بهدف الحصول علي مسيلات الدموع ، استخدم الحرس 5من القنابل المسيلة للدموع لكنها لم تنفجر لسبب غامض ، أثار ذالك سخرية المتظاهرين، كانت زغاريد النسوة تملا المكان..

بدا الحرس في إطلاق العيارات النارية بشكل كثيف في السماء عند المدخل الرئيسي ، فتراجع المتظاهرون ، لكنهم عادوا مرة أخري بشكل اقوي و أصيب ألحرسي اج بضربة حجر فسقط علي الفور مغميا عليه ، حمل الحرسيان رفيقهما إلي الباب الخلفي حيث الأوضاع اقل سخونة ومن اجل حمله في سيارة الدرك إلي المستوصف .،

في هذه الأثناء تمكن المتظاهرون من تكسير الباب الحديدي واقتحام المقاطعة ، طلب القائد وان من الجندي مناي إطلاق النار لكنه تردد فانتزع منه السلاح الاوتوماتيكي سريعا وجلس علي ركبته مصوبا باتجاه المتظاهرين لقد أصابت احدي الرصاصات الغادرة الطالب شيخنا ولد محمد في مؤخرة الرأس فسقط علي الفور...لقد تدفقت دماء زكية شابة من اجل موريتانيا... وكان من الممكن أن تكون مجزرة ، فالرصاص شق المتظاهرين حتى المتاجر المجاورة أصيبت به.

انشغل الجميع بالمصاب وحملوه في سيارة اتجهت إلي مستوصف كنكوصه ... وقبلها بقليل وصلت سيارة الدرك تحمل الجندي المصاب ، كان الطاقم الصحي في قمة الارتباك ، كانت هناك ممرضة تبكي بشكل هستيري فقد طغت الإنسانية علي العلوم ، وكان الطبيب الرئيس ( عمار) يحاول السيطرة علي الوضع ... اتجه الناس من كل حدب وصوب إلي المستوصف ، وامتلأت الطرقات والساحة الملاصقة له بالجماهير...

تدخل المتطوعون من المدنيين لإبقاء المستوصف خارج الفوضى ، عاين الطبيب الشاب شيخنا وهو يستلقي علي ظهره في الفناء الداخلي للمستوصف كان ينزف من رأسه وفي غيبوبة تامة ، كان هادئا وجميلا وحينما تحدق إليه كنت تعتقد انه يتمتم او يريد ان يقول شيئا ولكن ... لقد كانت الإصابة مباشرة و واضحة ووراء الاذن مباشرة ، لقد كانت قاتلة... ،

حملت سيارة الإسعاف الشاب وبعضا من ذويه والطبيب باتجاه كيفة ، وبقيت دماؤه لبعض الوقت علي بلاط المستوصف ،كشاهد علي تضحية شاب من اجل وطنه وبلده المنسي ، وبعيد الظهر أعلن عن وفاة الشاب شيخنا وهو يدخل مستشفي كيفة ، وتم دفن جسده الطاهر في مقبرة كيفة.. لقد شعر سكان كنكوصة بالصدمة والحزن الشديد ...

وصلت الامدادت الأمنية إلي كنكوصه من مقاطعة كيفة ، رفقة والي الولاية وحاكم كنكوصه الجديد موسي الذي وصلها لأول مرة ذالك اليوم ... وبدأ الإعلام الوطني و العالمي يتناول الحدث .

تدفق الناس إلي الأسرة الكريمة لتعزيتها والوقوف الي جانبها و كانت علي قدر كبير من الإيمان ، و كنت تلاحظ مدي الصبر الذي يتمتع به والدي الضحية وإخوته وهم يتلقون التعازي من الجميع ، بعد أن دفنوا اصغر أبنائهم.

في كنكوصه بقي الوضع متوترا ، وصل والي الولاية حيث عقد اجتماعات متواصلة مع الأهالي ومع الطاقم المدرسي في الثانوية حيث تم اتهام بعض الأساتذة بالوقوف وراء تلك الأحداث وهو ما لم يثبت .. وقدم الوالي التعازي لاسرة الشهيد نيابة عن الرئيس.

وباشرت السلطات عملية اعتقالات واسعة في المدينة وبين التلاميذ قبل أن يفرج عنهم لاحقا يوم الخميس أغلقت الثانوية ولم تتم الدراسة فيها وبدا الهدوء يعود رويدا رغم الحزن الذي عم جميع أنحاء كنكوصة ،

ورغم أن أسرة الشهيد لم تطلب له تعويضا لأنها لا تري له ثمنا إلا أن آخرين تطوعوا في الدفاع عنها ، وباشر القضاء التحقيق في الموضوع وأصدر عدة أحكام بشان التعويض غير أن أيا من تلك الأحكام لم ينفذ. وقد تم تحويل ألحرسي إلي مسقط رأسه مدينة بوكي ، بعد أن أوقف لفترة محدودة ،

محمد عبد ولد بك

الاشعاع :تنشركلمة مديرمدرسةتكوين المعلمين بمناسبة تخليد الذكرى الخمسين لإنشائها (10/7/2014)

- معالي وزير التهذيب الوطني

-  أصحاب المعالي السادة : الوزراء

ـ السيد الأمين العام لوزارة التهذيب الوطني

ـ السيد والي منطقة انواكشوط

ـ السيدة رئيسة المجموعة الحضرية

ـ السادة الحضور الكريم  ، سيداتي ، سادتي /

إنه لشرف عظيم  لنا أن نرحب بكم اليوم في هذا الشهر المبارك، في رحاب مدرسة تكوين المعلمين بانواكشوط، وأنتم تشاركوننا أفراح الحصاد والتتويج، في هذا الحفل التكريمي البهيج، والذي يتسم هذه السنة، ولأول مرة في تاريخ المدرسة، بنكهة ميدانية فريدة، حيث يشمل التكريم - إضافة إلى كوكبة المتألقين من المدرسة- نخبة من المعلمين المتميزين الذين استطاعوا بفضل عطائهم المهني أن يفوزوا بجائزة "المعلم المتميز" على مستوى كل إدارة جهوية للتهذيب الوطني.

أيها الحضور الكريم /

يتزامن تنظيم هذا الحفل التكريمي هذه السنة بالذكرى الخمسين لإنشاء مدرسة تكوين المعلمين بانواكشوط، ومما لاشك فيه أن هذه الذكرى تحمل معان ودلالات تفرض علينا الاحتفاء بها، وإعطاءها القيمة التي تستحق، كما تدعونا إلى التأمل وإمعان النظر في تاريخ هذه المؤسسة العريقة بغية استخلاص الدروس والعبر التي تُعيننا على رسم مستقبلها طبقا لمتطلبات عصرنا وتطلعات مجتمعنا.

وفي هذا السياق، و في إطار تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد : محمد ولد عبد العزيز الذي يعتبر قطاع التهذيب أولى أولوياته  ، هذا البرنامج  الذي تعكف حكومة معالي الوزير الأول الدكتور: مولاي ولد محمد الأغظف على تنفيذه .

    قامت مدرسة تكوين المعلمين بانواكشوط   بإشراف مباشر من معالي وزير التهذيب الوطني   بمجموعة من الإجراءات التحسينية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: - تنظيم دروس لغوية مكثفة لدعم الازدواجية طيلة شهر مايو الماضي بمعدل 6 ساعات لليوم  بالتعاون مع إدارة تنمية مشاريع التهذيب، استفاد منها 224 تلميذاـ معلما بالمدرسة ، و من المقرر تنظيمها لصالحهم طيلة شهر أكتوبر 2014-  توزيع أدوات هندسية  وحقائب تربوية على  جميع الخريجين البالغ عددهم هذه السنة187   معلما ،  للإشارة فإن الحقائب التربوية تشتمل  ــ بالإضافة إلى  الكتب التربوية و الأكاديمية التي وفرتها المدرسة  ــ على النظام الأساسي للموظفين و الوكلاء العقدويين للدولة ، و المدونة الأخلاقية للوكلاء العموميين حيث تفضلت وزارة الوظيفة العمومية  مشكورة بتوفير هذين الكتابين بالأعداد المطلوبة ، كما نشكر للمعهد التربوي الوطني توفير البعض من كتب  دليل المعلم لمختلف المواد.

وبخصوص العملية التكوينية، قمنا بإنتاج وطباعة مراجع ديداكتيكية في مادتي التربية الإسلامية والرياضيات، إضافة إلى وثيقة مرجعية بمناسبة خمسينية المدرسة، تسلط الضوء على مسارها التاريخي طيلة الخمسين سنة الماضية، هذا فضلا عن تشجيع المكونين والمؤطرين، والحصول لدى الشركاء الخارجيين على تدريبات تكوينية لصالح البعض منهم ، كما كانت السنة  الدراسية حافلة بالأنشطة الموازية كالمحاضرات التوجيهية (مثال: ندوة تربوية بعنوان: مسؤوليات  المعلم في   تحصين المجتمع و مقدساته، محاضرة بعنوان : قراءة في المدونة الأخلاقية للوكلاء العموميين ..........إلخ )  ،  و الورشات التكوينية ( مثال : 4 ورشات لتخطيط البرامج نظمت لصالح معلمي المدرسة الملحقة ، ورشات تكوين لمكوني اللغات على تقنيات تدريس  برامج اللغات الثانية التي تمت إعادة كتابتها هذه السنة ،....................) ، و تفعيل التشاور الأسبوعي بين مكوني كل مادة على حدة حيث نعتزم استغلال نتائجه لتقويم مسار السنة الدراسية المنصرمة في القريب العاجل إن شاء الله .

ورغبة منا في ربط الصلة بالميدان ومؤازرة التكوين المستمر للتكوين القاعدي، أعلنا عن جائزة "المعلم المتميز" لأول مرة على امتداد التراب الوطني، وفي هذا الإطار نعرب عن ارتياحنا الكامل لدعم الوزارة لخطة عملنا، وإشرافها المباشر على هذه الجائزة الوطنية الهامة،  كما نثمن في الوقت ذاته الدعم السخي الذي قدمته  إدارة مشاريع تنمية قطاع التهذيب  و مستوى التعاون القيم الذي أبدته الإدارات الجهوية بخصوص الإجراءات التنظيمية لهذه الجائزة.

أيها الجمع الكريم/         

   إنه لمن عظيم سعادتنا وسرورنا أن نزف اليوم لوطننا الغالي هذه الكوكبة الجديدة من معلمينا الأكفاء، الذين بذلت المدرسة في سبيل إعدادهم وتكوينهم جهودا حثيثة من أجل أن يتمكنوا من أداء واجبهم التربوي والوطني النبيل على أكمل وجه، حتى تغمرَ السعادة وجوه الآباء، وترتسمَ الابتسامة على شفاههم.

 وفي الختام، شكرا شكرا لكل الحاضرين والمشاركين، وهنيئا  ، هنيئا لكل الناجحين والفائزين. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

محمد بـبكر ولد ختاري

قراءة فى مقابلة الرئيس المتجدد مع RFI و Le Monde: الرجل سوف يغير الدستور

أولا: لا بد من الإشارة الى وجود اختلاف غير بريء بين المذاع من مقابلة الرئيس عزيز على اثير اذاعة فرنسا الدولية RFI و بينما تم نشره -بعد تهذيب ضروري فى لغة موليير- على موقع هذه الاذاعة التي تعد الذراع الإعلامية لوزارة الخارجية الفرنسية وصوتها الأهم فى القارة الأفريقية.

لقد استأثر المنافس بيرام ولد اعبيد بثلاثة أسئلة خلال المقابلة، ولم تتم إلا إذاعة واحد منها حول اعتبرته الصحفية Marie Pierre Olphand "ظاهرة بيرام". والصحفية تعرف موريتانيا جيدا بحكم عملها لسنوات مراسلة للاذاعة الفرنسية فى موريتانيا . واليكم السؤالان اللذان لم يحملهما الاثير وجوابا الرئيس عليهما، كما نشرا على موقع RFI:

- هل تؤكدون انكم ساعدتم بيرام ولد الداه ولد اعبيد ليصبح مرشحا عندما مكنتموه من الحصول على التوقيعات الضرورية لقبول ملف ترشحه من طرف المجلس الدستوري؟

رد الرئيس: (( لم اساعده شخصيا، لكن قد يكون بعض مستشاري حزبي قاموا بذلك لتمكينه فعليا من الترشح)). تعليقي : الئيس عزيز يقر بأن له حزبا، وان هذا الحزب خارج عن سيطرته بحكم ان بعض مستشاريه سعوا الى خلق منافس للرئيس.

لكن اذا عرف السبب بطل العجب، والسبب واضح فى السؤال الثاني الذي لم تتم اذاعته:

- هل كان مهما ان يكون بيرام مرشحا للرئاسة؟

رد الرئيس: (( كان ذلك مهما بالنسبة له -اي بيرام- وقد يكون مهما للديمقراطية ايضا. وعلى كل نحن بحاجة الى مرشحين للذهاب الى الانتخابات)).  اترك لكم التعليق. سؤال ثالث لم تتم اذاعته وتم نشره على الموقع: 

- محاربة الرشوة كانت وعدا خلال ماموريتكم الاولى، واليوم، لم تتم المصادقة على القانون التوجيهي حول الرشوة، ولم يتم استحداث محكمة ضد الرشوة، ومحكمة الحسابات لم تنشر اي تقرير منذ ٢٠١١. لماذا؟

رد الرئيس: (( فعلا، قلت فى برنامجي انني سوف احارب الرشوة والفساد. واعتقد انني نجحت فى القيام بذلك. لقد توقف كل هذا تقريبا. يمكن القول اننا قمنا بعمل استثنائي فى هذا المجال)). 

اترك لكم التعليق.

اما اهم سؤال وجواب فى هذه المقابلة فكانا:

- سوف تبدؤون بعد ايام ماموريتكم الثانية ، هل ستكون ماموريتكم الاخيرة ، كما ينص على ذلك الدستور الموريتاني؟ رد الرئيس: ((نعم، كما ينص الدستور ، هذه ماموريتي الأخيرة)).

السؤال الاكثر اهمية:

- حتى لو طلب منكم الشعب الموريتاني، لن تسعوا الى مأمورية ثالثة؟

الرد الأكثر أهمية: (( هذا كل كنت اريد قوله)).

استنتاجي: الرجل سيغير الدستور وسيترشح لمامورية ثالثة وربما رابعة. هل سيقبل ان يكون اقل بقاءا فى السلطة من ملهمه الاول معاوية ولد سيد احمد الطايع؟

أكيد أن اخراج مسيرات شعبية تطالبه بالترشح لن يكون امرا صعبا. ويمكنه الاسئناس بخبرة عسكري آخر عاطل حالا عن العمل هو الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

كان الله فى العون.

----------------------

من صفحة الأستاذ باباه سيدي عبد الله على الفيس بوك

ولد عبد العزيز لجريدة لموند في أول مقابلة له بعد الانتخابات " هذه هي مأمورية الأخيرة "

في أول مقابلة له بعد إعلان فوزه بمأمورية ثانية قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، إن المأمورية التي فاز بها في انتخابات السبت الماضي هي آخر مأمورية له في الحكم، وفق ما ينص عليه الدستور الموريتاني.

جاء ذلك خلال مقابلة أجراها مع إذاعة فرنسا الدولية وصحيفة "لوموند" الفرنسية، قال رداً على سؤال للإذاعة إن كانت هذه هي مأموريته الأخيرة: "نعم، كما ينص على ذلك الدستور الموريتاني، فهذه هي مأموريتي الأخيرة".

وأكد خلال المقابلة أنه فاز بفضل الشعب الموريتاني وليس بسبب مقاطعة المعارضة للانتخابات، مؤكداً أنه يحترم موقف المعارضة، واصفاً قرارها بأنه "فشل لها".

وفي سياق رده على سؤال عن علاقته بيرام ولد الداه ولد اعبيد، قال ولد عبد العزيز: "لم أساعده شخصياً، ولكن هنالك بعض المستشارين من حزبي ساعدوه حتى يتمكن من الترشح".

وأضاف ولد عبد العزيز أن ترشح بيرام ولد الداه ولد اعبيد "كان مهماً بالنسبة له (بيرام)، كما كان مهما للديمقراطية أيضاً، فنحن بحاجة للذهاب إلى الانتخابات بمترشحين".

وبخصوص الترخيص لحزب (إيرا) الذي سبق أن رفضته السلطات الموريتانية، قال ولد عبد العزيز: "في السابق كان بيرام معروفاً مناضل ضد العبودية، الآن حصل على شهرة جديدة كرجل سياسة، فلنعطه الوقت ليعود إلى المسرح ويقدم نفسه كرجل سياسية، حينها سنرى".

 

وأشار ولد عبد العزيز إلى أن الأولوية التي سيعمل عليها في مأموريته الثانية هي "المحافظة على المكتسبات ومواصلة بناء بلدي، وتأمينه أولاً للتمكن من تنميته، هذا هو هدفي".

 

ولد محمد فال يحذر من تشريع الانقلاب ويصف الانتخابات بالصورية

 

وجه الرئيس الموريتاني الاسبق اعلي ولد محمد فال رسالة الي ما اسماها المنظمات والشخصيات التي يحاول النظام جرها لانتخاباته الصورية حذرهم فيها من  من إعادة تشريع ما وصفه بالتمرد العسكري في موريتانيا.

وأكد ولد محمد فال على ان الشعب الموريتاني لن ينسى لأي منظمة أو شخصية، مهما كانت، تساهم من بعيد أو من قريب في هذه الاستحقاقات المرفوضة شكلا ومضمونا، دورها في تسميم الأجواء وتعقيد الوضع في البلاد، وبالتالي سوف يحملها كامل المسؤولية عن أي تطورات سلبية يمكن أن تنجر عن ذلك.

 

وهذا نص الرسالة:

 

 إلي المنظمات والشخصيات التي يحاول النظام جرها لمراقبة انتخاباته الصورية:

فشل النظام الانقلابي في إقناع شركاء  موريتانيا، الذين واكبوا مختلف مراحل المسلسل الديمقراطي بها، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي و غيرهما من الهيئات، بالمشاركة في إخراج مسرحيته الانتخابية ضعيفة الحبك، ركيكة التمثيل. فرغم كل المحاولات والضغوط، رفضت هذه الهيئات تمويل أو مراقبة انتخابات 21 يونيو الأحادية لأنها ببساطة غير مستعدة لتحمل جزء ولو يسير من المسؤولية عن استحقاقات تكرس الدكتاتورية و تجذر حكم الفرد وتعمق الأزمة السياسية.

وبعد أيام من انطلاق الحملة الانتخابية الباهتة التي أظهرت إلى حد كبير تشبث الشعب الموريتاني  بخيار المقاطعة، يجري الحديث عن محاولات لجر بعض المنظمات والشخصيات إلى المشاركة في تزوير إرادة هذا الشعب وتهميش وإقصاء نخبه السياسية من خلال قبولها مراقبة انتخابات ذاتية ينافس فيها رأسُ النظام نفسَه دون عناء البحث عن أجوبة شافية للسؤال الأبرز: أي جدوائية أو مصداقية لمراقبة انتخابات:

-         تشرف عليها لجنة انتخابية غير توافقية،  بل تمثل طرفا واحدا وتقحم نفسها في تطبيق أجندة هذا الطرف والعمل لمصلحته حتى خارج صلاحياتها، ولا أدل على ذلك من الحملة التي تقودها هذه اللجنة لرفع نسبة المشاركة وإقناع المواطنين بالتوجه إلي صناديق الاقتراع في انحياز واضح للنظام الجائر؟

-         يوظف فيها أحدُ الأطراف المالَ العام ويجبر الخواص على إنفاق مئات الملايين لصالحه، كما يستعمل هيبة الدولة ويتحرك تحت غطائها ويتعامل مع الناخبين من موقعه كرئيس؟

-         يـُـعيَّن أغلبُ رؤساء وأعضاء مكاتبها من بين أكبر الموالين لرأس النظام مما يسهـّـل لهم تزوير المحاضر والتحكم في النتائج التي سيتم إعلانها وفق نسب أعدت سلفا؟

فأي معنى إذن للرقابة في ظروف كهذه؟ وماذا يمكن للمراقبين ضبطه في ظل غياب أبسط آليات الشفافية و التنافس؟ وماذا سيقولون للتاريخ الذي سيظل الشاهد الأوحد على مهزلة التلاعب بمصير الشعب؟

وبناء على ذلك، نربأ بجميع المنظمات والشخصيات الوطنية والدولية أن تكون شاهد زور في عملية وهمية هزلية لا يأمل منها الشعب الموريتاني سوى وأد الديمقراطية وتعميق الأزمة السياسية وزعزعة السلم الاجتماعي.

وننبه كل من يرضخ لضغوط وإغراءات  النظام وداعميه إلى مدى العار الذي سيلحقهم من خلال المساهمة في إعادة تشريع تمرد عسكري فردي بحت، وتشجيع صاحبه على التمادي في اختطاف البلاد بدل الانتصار للديمقراطية المسلوبة.

كما لا يسعنا إلا أن نؤكد أن الشعب الموريتاني لن ينسى لأي منظمة أو شخصية، مهما كانت، تساهم من بعيد أو من قريب في هذه الاستحقاقات المرفوضة شكلا ومضمونا، دورها في تسميم الأجواء وتعقيد الوضع في البلاد، وبالتالي سوف يحملها كامل المسؤولية عن أي تطورات سلبية يمكن أن تنجر عن ذلك.

 

الرئيس السابق

اعلي ولد محمد فال

 

أول تصريحات السيسي عقب فوزه برئاسة مصر

 

قال عبدالفتاح السيسي، إن "مصر لن تعود إلى الوراء"، معلنا مد يده إلى الجميع بعيدا عن الصراعات والخلافات، واعتزامه العمل على "تهدئة الشباب واحتوائهم خلال الفترة المقبلة".

وأضاف السيسي لـ"الجريدة الكويتية" اليوم أنه ينتظر إعلان النتائج رسميا ليبدأ العمل فورا، مضيفا: "سنختار مقاتلين لتحقيق أولوياتنا في الأمن والاستقرار ولا إقصاء لأحد، فأيدينا مفتوحة للجميع لبناء الوطن".

وفي إشارة إلى المخاوف من احتمال إعادة الأوضاع إلى ما قبل ثورة يناير، قال: "نعلم أن هناك من يخاف العودة إلى الماضي، ولن يحدث ذلك، فلا عودة إلى الوراء بل سنتقدم إلى الأمام، ولا وقت لدينا للخلافات والدخول في صراعات، وسنفتح أبوابنا للجميع للمشاركة في بناء الوطن".

وشدد السيسي على أن "هناك طموحات للشعب وهناك بسطاء يحتاجون منا إلى العمل والقتال لأجلهم"، موجها التحية إلى رجال الجيش والشرطة وأرواح الشهداء "الذين لولاهم ما وصلنا إلى بر الأمان، ومازال هناك من يضحي حتى نصل للاستقرار المنشود، والشعب هو صاحب الفضل في ما يتم الآن، وسنحقق سعادة المواطنين بالعمل لا بالكلام".

وكالات