بيرام: تواصل يستخدم العبيد كخزان انتخابي “مقابلة”
- التفاصيل
-
21 نيسان 2014
- نشر بتاريخ الإثنين, 21 نيسان/أبريل 2014 16:15
- كتب بواسطة: Super User
- الزيارات: 1138
في حوار مع صحيفة “العرب” تحدث رئيس منظمة إيرا عن أوضاع العبيد و مشاكلهم ومدى تأثير اللوبيات الدينية والسلطوية على سير نضاله في طريق إنهاء الاسترقاق. وأشار بيرام ولد إعبيدي إلى أن منظمة “مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية” (إيرا)، بعثت بالأساس من أجل مناهضة العبودية بكل أشكالها والنضال من أجل القضاء على مخلفاتها ونتائجها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، والتصدي لعنصرية الدولة والمجتمع تلك العنصرية التي تستهدف أكثرية المواطنين الموريتانيين السود وكذلك بعض الشرائح المستضعفة من المجتمع العربي ـ البربري.
وفي استعراض للأهداف المرحلية لمنظمته قال بيرام نعمل حاليا على إلغاء الفقه المشاع والمعتمد دستوريا في مجال القضاء والإفتاء والتعليم ، والمنسوب زورا للإمام مالك بن أنس وللشريعة المحمدية، أعني هنا “مختصر خليل” و “مواهب الجليل في شرح مختصر خليل للحطاب المالكي”، و”حاشية الدسوقي على الشرح الكبير لمختصر خليل” وغيرها من الـتأويلات والشروح المنسوبة إلى إمام دار الهجرة.
حرق الكتب الدينية المحللة للرق
ويضيف ولد إعبيدي قائلا: “هذه الكتب تؤسس وتقنن وتشرع الشرائع الجاهلية العنصرية والاسترقاقية التي تقول بعدم المساواة بين الأعراق والأجناس البشرية وتجيز بيع البشر وميراث أموالهم والاعتداء عليهم جنسيا وجسديا. وهي الكتب التي حرقنا نسخا منها رمزيا سنة 2012 لكونها تقدس ما ليس مقدسا وتجيز فعل المنكرات وكل محرم في الأديان السماوية وفي القوانين الدولية حول حرمة أجساد البشر وأعراضهم” على حد تعبيره، ويستدرك بيرام أن تلك الجهود لم تكن كفيلة بتهشيم صخرة العبودية والاسترقاق. وأشار بيرام إلى أن منظمته تعمل كذلك على تفكيك البنية الظالمة للمجتمع الموريتاني إضافة إلى إعادة تأسيس الدولة الموريتانية على مبادئ الحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان عبر الإطاحة بأنظمة “السخرة” في المجال الصناعي والمناجم والصيد التقليدي والزراعة، وفي مجال أسلاك الأمن والجيش.
وتواجه الجمعيات والمنظمات العاملة في مجال محاربة الرق عددا كبيرا من الصعاب لعل أهمها وفقا لرئيس منظمة إيرا معاداة جهاز الدولة والمجموعات الماسكة بالسلطة والمهيمنة على المال والدين والسياسة والجيش.
وقال بيرام ولد إعبيدي إن الدولة الموريتانية اعتقلت عددا كبيرا من مناضلي حركته وتم تعذيبهم في السجون وأدينوا في محاكمات صورية لمجرد كونهم مناهضين لا يلينون للاستعباد والعنصرية والاستغلال والتهميش. وعاد بيرام ليتحدث عن المتشددين في موريتانيا ودورهم في تكريس الاسترقاق قائلا: “ إن الدولة جندت ضدنا كتائبها الاستعبادية من العلماء والفقهاء والصحافيين كي يشهدوا ضدنا شهادة الزور في وسائل الإعلام الموريتانية المرئية والمسموعة والمكتوبة وفي المحاكم وفي المحافل الدولية”.
ورد رئيس″ إيرا” على المجهودات التي تقيمها الدولة الموريتانية ضد الاسترقاق ببعثها لعدد من القوانين والمؤسسات العاملة في هذا المجال قائلا: “لا يمكن للدولة أن تكون الحكم والخصم في هذا المجال إذ أن الماسكين بالسلطة هم الذين يمارسون الاسترقاق وهم من يحتلون القضاء وهم قادة الجيش والشرطة والدرك. فهم يرعون الممارسات الاستعبادية ويتسترون عليها ويؤسسون عليها نمط عيشهم ونظام قيمهم ومخزونهم الانتخابي وهيمنتهم السياسية”.
ويشير ولد إعبيدي إلى حادثة حرق “الكتب الفقهية” التي هزت المجتمع الموريتاني المحافظ وارتفعت على إثرها عدة أصوات تطالب بإعدام من قام بحرقها، وفي ذلك يقول “حرق كتب النخاسة الاستعبادية كانت ضربة قاضية وقوية ضد استكانة الحراطين وكسرا لهاجس الخوف والاستسلام لقدر وفكر الاستعباد.
استغلال الإخوان للعبيد
وفي معرض حديثه عن الأحزاب السياسية ومنها حزب تواصل الإخواني الذي دعا مرارا في خطاباته إلى مكافحة الرق قال بيرام “تلك دعوات غير جادة وتشتمّ منها رائحة النفاق السياسي وتصيد الأصوات، إذ أن السواد الأعظم من منتسبي هذا الحزب من رجالات الكتاتيب الذين لا علم لهم بالقانون الدولي وليست لهم ثقافة حقوقية وهم تلامذة متشددين ذوي طبيعة منغلقة في فهم الدين ولا يمكنهم بحال من الأحوال أن يقنعوا أحدا بجديتهم في مناهضة العبودية فهم آخر من يمارسها ويتستر على ممارستها ويبررون ذلك فقهيا، إذ كان موقف حزب تواصل من الاسترقاق خجولا جدا ومغالطة واضحة، و دسّت فيه كلمة تعبر بكل وضوح عن اعترافهم بشرعيته ويفهم من ذلك أنه بالنسبة إليهم هنالك رق له أساس ديني ويجيزونه ويتحفظون عليه بل ويمارسونه وآخر دون أساس ديني يرفضونه وهذه السفسطة نرفضها جملة وتفصيلا ونعتبرها دفاعا عن جرم ارتكب ويرتكب على هذه الأرض”، وأضاف إن زعماء الحزب الإخواني “تواصل” قد جاهروا مرارا في خطبهم ومسيراتهم بقتله واستباحة دمه.
نقلا عن جريدة العرب اللندنية