لماذا نتجاهل رموزنا في حياتهم؛ ونحاول تكريمهم بعد مماتهم ؟؟
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الأربعاء, 31 تموز/يوليو 2013 22:17
ودعت الأسرة الصحفية -قبل أيام- بألم وحزن بالغين
جثمان فقيد الوطن الكبير؛ وفقيد الكلمة الصحفي عبد الله محمود با الذي سطر حياته أروع صور العطاء في مختلف أشكاله.
لقد استطاع الفقيد أن يلعب أدوارا كبيرة في رحلة حياته ساهمت في ترسيخ الوحدة الوطنية وفي تذويب التباينات ،حيث كان مرجعا للغة الضاد ورافعا لرايتها؛ ومتميزا بأخلاقه الحميدة وشخصيته المشبعة بخدمة وطنه والتفاني في اتقان مهنته الصحفية، وهي سجايا طبعت شخصية الراحل الفقيد عبد الله محمود با؛ لم ينحاز عنها قيد أنملة ، بل إن هذه الخصال الحميدة قدمته إلى أن أصبح قدوة لجميع الصحفيين.
والحقيقة أيضا أن الفقيد كان مثالا لوالده الراحل الحاج محمود با رحمه الله تعالى؛ الذي لم يقتصر عطاؤه على الشأن الوطني ، بل ظل مرتبطا في حياته بقضايا الأمة العربية والإسلامية ، وكان مدافعا في الخطوط الأمامية ومنافحا صلبا عن لغة الضاد في كل بقاع العالم.
ولاشك أن الأسرة الصحفية بل موريتانيا عموما فقدت في غياب عبد الله محمود با واحدا من ابنائها البررة الذين لم يدخروا جهدا عن خدمة الوطن.
لكن المفارقة تكمن في أن الفقيد لم يتولى إدارة أي مؤسسة عمومية؛ ولم يكرم في حياته رغم ما قدمه من تضحيات جسام للوطن وللمهنة الصحفية؛ واليوم نتذكره ونعدد شهاداته الأكادمية بعد أن انتقل إلى جوار رب كريم.
فلماذا لا نتذكر أبناءنا البررة -الذين تكتظ بهم المؤسسات العمومية- إلا عند وفاتهم؟ ولماذا لا يجدوا منا كل التقدير والتكريم في حياتهم قبل مماتهم؟
رحم الله الفقيد عبد الله محمود با وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
آتلانتيك ميديا