ولد المختار يروي " لللإعلام " رحلته المثيرة مع الأمن

قال القيادي بحزب التجمع الوطني للاصطلاح والتنمية المعارض محمد فاضل ولد المختار إن ظروف اعتقاله كانت جيدة، لكن مبررات اعتقاله كانت معدومة، مستغربا كيف قررت الشرطة توقيفه دون تهمة واضحة أو اشتباه مقنع.

وقال ولد المختار في حديث مع  موقع "زهرة شنقيط  "إن عملية اعتقاله بدأت باستدعاء وانتهت بإيداع لدي جهة أمنية أخري لاعلاقة لها بالملف، ضمن عملية أمنية مرتبكة من الأساس. بداية الاعتقال يقول محمد فاضل ولد المختار إنه تلقي اتصالا هاتفيا من شاب مجهول يطالبه فيه بالحضور لإدارة الأمن الجهوي بنواكشوط، وبعد ساعة اتصل به مذكرا بالطلب الذي انشغل عنه في بعض أموره. وأضاف” توجهت اليه، وأنا معتقد أنه مجرد استفسار أو توقيف محدد الوقت لأني لم أرتكب جريمة، ولست علي علم بأي مخالفة قمت بها علي الإطلاق. وبعد حضوره للإدارة الجهوية تأكد من هوية الشرطي الذي هاتفه، واصطحبوه إلي مفوضية عرفات (2) للاستجواب باعتبار أنها الجهة الأمنية المكلفة بالمسيرة التي نظمها العائدون من السينغال. وبعد حضوره لمكتب المفوض بدأ في الاستفسار عن علاقته بالمبعدين ومشاركته في المسيرة، والتصريحات التي أطلق بشأن الإدارة العامة للأمن بعد تفريقها للمظاهرة بالقوة. وقال ولد المختار إنه رد علي أسئلة المفوض، وانتظر قرار الإفراج علي اعتبار أن التهمة مفقودة، والاستجواب الذي كان متوقعا قد تم دون أي جديد أو توجيه أي اتهام أو إعطاء معلومة جديدة. صحفيون في مخافر الأمن ويقول الناشط الإسلامي المعارض إن عناصر من الوكالة الرسمية للأنباء كانوا داخل المفوضية لحظة توقيفه، غير أنهم كانوا منشغلين بإقناع المفوض بلبس بدلة رسمية من أجل التقاط صورة له بدل الفضفاضة التي كانت عليه، كما صوروا المعتقلين الأجانب لدي الشرطة. واستبشر ولد المختار بعودتهم في المساء للمفوض بعد نشره تصريحاته، حيث قابلوه وطلبوه تصريحات بشأن الموقف، وقد أبلغهم بأنه معتقل دون تهمة، وممنوع من الاتصال بذويه أو محاميه. وقال إن أحد عمال الوكالة أعاد عليه تصريحه، وسأله السماح له بالتقاط صورة منه، وهو مارفضه مؤكدا أن تصريحه يكفي اذا كانوا بالفعل صحافة مستقلة وذات مصداقية. إخفاء قسري غير أن مقام محمد فاضل ولد المختار في مفوضية عرفات (2) لم يعمر طويلا بعد أن بدأ رفاقه في الحزب يتحركون، حيث قرر المفوض إحالته إلي رفيقه مفوض تيارت (2) عبد الفتاح ولد اللهاه في انتظار حسم مصيره ضمن لعبة أمنية هدفها تخفيف الضغط وإبعاد المعتقل عن الأضواء. وقال ولد المختار إن المفوض ولد اللهاه عامله بأخلاق حسنة مثل رفيقه السابق، وفتح له بيتا خاصا قرب مكتبه، وسمح له بممارسة الشعائر بحرية والتحرك دون تضييق، مع الاعتناء بطعامه. وقال إن التحفظ الوحيد الذي قابله به هو منعه من الاتصال بالعالم الخارجي (ذويه وأصدقائه) أو مطالعة الإعلام باعتبار أنها أمور تدخل ضمن صلاحيات الجهة المعتقلة له. ويضيف علمت بالقليل من الأخبار طيلة اعتقالي، كبعض الوقفات التضامنية والتصريحات الإعلامية التي أدلي بها قادة الحزب خلال الأيام الأولي، ثم انقطعت عني أخبار الجميع في اليومين الأخيرين. إفراج مفاجئ وقال ولد المختار إنه توقع البقاء لدي الشرطة عدة أيام، وكان يغسل ثيابه مساء الجمعة الي أن فاجئه المفوض عبد الفتاح ولد اللهاه طالبا منه حزم أمتعته – وهي قليلة- للخروج من المفوضية دون أن يعرف الجهة التي سيذهب إليها خلال مشواره الغامض. غير أن المفوض فاتحه بشأن الإفراج عنه، وسلمه هاتفه النقال وسمح له بالتواصل مع والدته التي وصلت العاصمة نواكشوط قادمة من مدينة نواذيبو بعد سماعها لخبر اعتقاله قبل أيام.