السوريات في انواكشوط .. زواج من أجل البقاء

بقلم الشيخ ولد التراد ولد احمد زايد

 

انتشرت في الفترة الأخيرة في انواكشوط ظاهرة زواج الفتيات السوريات، اللاتي هاجرن من بلادهن هربا من جحيم نظام طغى صاحبه واستبد، من رجال وشباب موريتاني وجدوا في حور دمشق ضالتهم المنشودة.

وقد اصبح زواج الفتيات السوريات في موريتانيا ظاهرة جديدة يرجعها البعض هنا بالنسبة للمقدمين عليها من ابناء شنقيط الى عوامل عدة ابرزها اجتماعي ومادي حيث ان جل السوريات القادمات الى انواكشوط لايشترطن في عقد القران مهرا ضخما ولا شقة فاخرة ولاسابقة ولا لاحقة الأمر كله لايعدو مبلغا قد يتراوح بين العشرين والخمسين الفا ، وهذا الزواج وان كان في ظاهره "متعة" إلا انه شكل متنفسا للرجل الموريتاني الذي تحاصره المشاكل والمطالب من كل الجوانب ،

اما بالنسبة لبنات الشام فالمشكلة تحمل ابعادا اخرى عل تجلياتها واسبابها واضحة لاتحتاج البيان ، فالثورات نتائجها إما نعمة او نقمة،

هنا فإني اذكركم بقول الحبيب عليه افضل الصلاة والسلام "استوصوا بالنساء خيرا"

وقوله "رفقا بالقوارير"

وان حال نساء سوريا اليوم في موريتانيا وعلى غرارها بقية دول العالم العربي والإسلامي ليحتم علينا الرفق ثم الرفق بهم ، ومن هذا المنطلق فإني استنكر على الحكومة الموريتانية إقدام اللاجئات السوريات على التسول والتسكع في شوارع انواكشوط ، إذ انه لاينبغي ترك الأخوة والأشقاء على هكذا حال ،اذا لم نكن لهم وقت المحن متى نكون؟ من هنا فقد جاءت خطوة بناء مخيم للاجئين السوريين كبادرة حسن نية وخطوة تحسب لحكومة موريتانيا حتى وان كانت متأخرة شيئا ما ،إلا ان المشكلة تكمن في ان غالبية اللاجيين رفضوا المكوث بالمخيم لاسباب عللها بعضهم بعدم توفير المستلومات وافتقار المخيم للمتطلبات الضرورية للعيش الكريم، وكذلك بناء المخيم في منطقة سبق وان هجر اهلها بسبب كوارث وآفات الامطار(الميناء الرياض)

لهذه الاسباب ولاسباب اخرى فان جل اللاجئات السوريات اليوم بتن يحبذن التسكع في الشوارع وخدمة البيوت الموريتانية ، والزواج من اول مشتر آت بحثا عن الاستقرار، حتى وان كان ذلك سيزيد من تفاقم مشكلة العنوسة المطروحة اصلا بموريتانيا، بل من المتوقع في ظل تنامي الظاهرة ان يجبر الفقر المدقع مزيدا من النسوة السوريات على مقايضة انفسهن بالمال والغذاء في ظل غياب اي افق لتوقف تيار اللاجئين السورين الى انواكشوط

فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا** فيا دمشق لماذا نبدأ العتبا ؟

حبيبتي أنت فاستلقي كأغنية**على ذراعي ولا تستوضحي السببا

أنت النساء جميعاً ما من امرأة ** أحببتها بعدك , إلا خلتها كذبا

يا شام إن جراحي لا ضفاف لها** فامسحي عن جبيني الحزن والتعبا

أتيت من رحم الأحزان يا وطني ** أقبّل الأرض والأبواب والشهبا

حبّي هنا .. حبيباتي ولدن هنا** فمن يعيد إليّ العمر الذي ذهبا