تجسيد التقسيم في صالح التعليم

يعتبر التعليم عنصرا أساسيا من عناصر التنمية الإقتصادية والإجتماعية

في أي بلد وهو ضرورة من ضرورات الحياة التي لا غنى عنها للفرد و المجتمع ، ويقاس تقدم الشعوب والمجتمعات بمدى اهتمامها بالتعليم في مختلف مراحله لأجل ذلك تنافست الدول في وضع خطط استراتيجية لإصلاحه وصرف الأموال الطائلة بسخاء ، لأن الاستثمار في العقول البشرية هو الضمان الوحيد لتنمية مستديمة ناجعة ، وإن أي خطط لإصلاح التعليم لا تنطلق من التعليم الأساسي (الابتدائي) وتركز عليه وتمنحه الأولوية سيكون مآلها الفشل لأن أساس البناء إذا كان هشا فإن نتيجة ذلك لن تحمد عقباها.

ذلك ما فهمته واستوعبته المجتمعات فركزت على التعليم الأساسي ومنحته العناية الخاصة اللائقة به , أما نحن في موريتانيا ـ للأسف الشديد ـ فلا نزال نعيش في ارتباك شديد حول إصلاح التعليم مع إهمال بين للتعليم الأساسي ، وتجلى ذلك من خلال عديد الخطط المنتهجة من طرف الحكومات المتعاقبة والتي تنطلق من سياسات شخصية ومزاج أفراد غير محتكين بالتعليم عن قرب ، فنجد مرة وزارة واحدة للتعليم ، ومرة أكثر من وزارة يهيمن على مفاصل تلك الوزارات أساتذة التعليم الثانوي والعالي حتى في إدارات ومصالح التعليم الأساسي وهم الذين يجهلون تماما مشاكله ، وتم إقصاء المعلمين ومفتشي التعليم الأساسي من مراكز القرار لذلك نجد مشاكل مثل :

ـ الإكتظاظ ، ـ ضعف التسيير ، ـ غياب التكوين المستمر ، ـ عدم تحقيق مطالب المعلمين ، ـ التركيز على الكم دون الكيف …….

وهي تراوح مكانها دون أي حل لعدم اهتمام القائمين عليها وجهلهم بما ينبغي .

اليوم ـ وبعد سنين عجاف من إهمال التعليم الأساسي ـ  نتفاءل خيرا بفصل الوزارات ونتمنى أن يكون انفصالا بالبتة ، ونثمن إنشاء وزارة مستقلة للتعليم الأساسي لأول مرة ، لكننا نريد أن يظهر ذلك فعلا على أرض الواقع من خلال غربلة دقيقة للمصالح والإدارات التابعة للوزارة الوليدة وتعيين معلمين ومفتشين عليها ، بل تعيين معلم على رأس الوزارة ، لأن ذلك هو الدليل الحقيقي على حسن نية الحكومة لإصلاح التعليم ، فأهل مكة أدرى بشعابها ، كما نطالب بتجسيد ذلك بسرعة على المستوى الجهوي باستحداث إدارات جهوية للتعليم الأساسي وفصلها عن التعليم الثانوي وتسيير جميع مصالحها من طرف مفتشين ومعلمين .

فإذا كانت الدولة تريد حقا إعداد جيل صالح للمستقبل قادر على مواجهة صعوبات الحياة والمساهمة في بناء الوطن فلا مفر من التركيز على التعليم الأساسي وحل جميع مشاكله والصعوبات التي تواجهه وذلك بتسييره من طرف مختصين ومختصين فقط.

وإلا فإن الأزمة ستظل قائمة ، فالشعارات البراقة وحدها لا تجدي نفعا.

 

ازويرات بتاريخ : 08/10/2013

الثنائي : الراجل ولد الشيخ الحسن , ومحمد سالم ولد بيشار