متى ستظل أرواح الأبرياء تزهق بدم بارد ؟


منذ سنوات وسكان مدينة ازويرات يعيشون مع

الهلع والخوف نتيجة لحوادث
السير المتعددة والمتتالية حيث لم يعد أحد آمنا على نفسه : لا الأطفال
وهم في طريقهم إلى مدارسهم ولا المتسوقون ولا البائعات المسكينات ، ولا
حتى الأسرة في بيتها ، فهاجس الخوف من الحوادث يؤرق الجميع ، فكم من
أرواح بريئة زهقت شيبا وشبابا نساء ورجالا وأطفالا في عمر الزهور، غادروا
دنيانا الفانية إلى الدار الآخرة قدرهم أنهم صادفوا أثناء مرورهم أو
مقامهم بعض سائقي السيارات وهم يسيرون بسرعة جنونية ويقومون بحركات
بهلوانية يستمتعون بذلك وكأنهم في مدينة أشباح خالية من البشر ، تحسبهم
سكارى وما هم بسكارى ، أغلبهم ممن بدأ سن المراهقة والبعض الآخر يعيش
مراهقة متأخرة ، يقتلون هنا وهناك ثم يلوذون بالفرار لا يخافون لومة لائم
، والسبب في كل ذلك التهور والغرور والحوادث المؤلمة هو غياب سلطة قوية
رادعة في المدينة تطبق قانون السير كما هو ، وتنظم المرور خصوصا أن عدد
السيارات أصبح يفوق عدد الساكنة ، وكذلك فإن أغلب الحوادث دائما أصحابها
سائقي سيارات أجرة لا تملك وثائق هي ولا سائقيها ، والذين يملكون رخص
سياقة إنما حصلوا عليها بطريقة ما.
همهم الوحيد وشغلهم الشاغل جمع أكبر عدد من الركاب وتحصيل مبلغ معتبر
وذلك بأي طريقة ولو كان على حساب المارة أو الركاب ، ولعل مرد ذلك أيضا
غياب شرطة خاصة بتنظيم المرور بطريقة صارمة ودائمة كذلك التساهل مع أصحاب
السيارات الذين لا يملكون أي وثائق وتركهم يعيثون في الأرض فسادا هنا
وهناك ، ولأنهم يدفعون أو لأنهم على علاقة طيبة بهذا المسؤول أو ذاك
فليفعلوا ما شاءوا ، لا الوازع الديني أو الخلقي يمنعهم من أي شيء خصوصا
أنهم يشاهدون أصحاب السوابق في مجال حوادث السير يصولون ويجولون
بسياراتهم في المدينة لأنهم حصلوا على عفو بسبب الأعراف القبلية أو تدخل
ما ، ومن المؤكد أن تقاليدنا القبلية ساهمت إلى حد كبير في التمادي وزهق
كثير من الأرواح البريئة .
إننا نناشد سلطاتنا الإدارية والأمنية أن تقف عند مسؤولياتها وتستيقظ من
غفوتها وتهب هبة رجل واحد لتطبيق القانون وتجسيد هيبة الدولة وأن لا تسمح
للأعراف القبلية بالمس من هيبة القانون أو التدخل فيه ، ونطالب بتطبيق
قانون السير الذي صودق عليه مؤخرا ومعاقبة الجناة ردعا لهم ولغيرهم من
المؤلفة قلوبهم ، كما نحث على ضرورة توقيف كل السيارات التي لا وثائق لها
، وتعزير السائقين الذين لا رخص عندهم وتطبيق القانون عليهم دون شفقة أو
رحمة تلك مسؤولية  تقع بالدرجة الأولى على عاتق شرطتنا التي هي في خدمة
الشعب ، وخدمة الشعب في ازويرات  هذه الأيام هي حمايته من جنون السائقين
وعبثهم وتهورهم .
إن في كل بيت من بيوتنا قصة مؤلمة ، داخل كل أسرة أرملة أو ثكلى أو يتامى
فقدوا أحبتهم بسبب حوادث سير مؤلمة ، وبسبب الفوضى العارمة في السير في
المدينة قضى الكثير نحبه والبقية تنتظر .
فلماذا كل هذا الإهمال والتغاضي من طرف سلطاتنا ؟
وإلى متى ستظل أرواح الأبرياء تزهق بدم بارد وكأن شيئا لم يكن ؟

الثنائي : الراجل ولد الشيخ الحسن ، ومحمد سالم ولد بيشار