الأيام التشاورية حول التعليم إلى أين ؟

لقد ظل التعليم أساس التقدم والتنمية عبر كل العصور

والأزمان وإلى يومنا
هذا فهو مقياس تطور الشعوب وعامل رفاهيتها ، ولا يمكن لأي بلد أن يتقدم
إقتصاديا أو اجتماعيا أو ثقافيا مادام يهمل التعليم ولا يعطيه المكانة
اللائقة به ، وإنما نشاهده اليوم من ثورات علمية وتكنولوجية في جميع
أصقاع العالم لم يكن وليد الصدفة بل نتيجة لأن تلك الدول منحت التعليم
العناية المناسبة ، وقد آمنت أغلب المجتمعات بذلك فسخرت أموالها وطاقاتها
للرفع من مستوى التعليم فيها وذلك من أجل خلق جيل صالح قوي قادر على
البناء والعطاء ، وتنافست الدول في وضع برامج متطورة دائمة لإصلاح
التعليم ليتماشى مع متطلبات العصر , وقد فهم القيمون على الشأن العام في
بلادنا هذه الحقيقة التي لا مراء فيها منذ الإستقلال حيث حاولت كل
الحكومات المتعاقبة قدر المستطاع إصلاح قطاع التعليم ، ولعل أبرز تلك
الإصلاحات إصلاح 1999م الذي كان هدفه خلق جيل مزدوج قادر على مسايرة
الركب فباء ذلك بفشل ذريع حيث أنجب جيلا عاجزا عن استيعاب اللغتين معا ،
بعد ذلك عقدت لقاءات وملتقيات وأيام تشاورية بهدف إصلاح التعليم سنة 2005
ثم في عامنا هذا وفي كل تلك اللقاءات التشاورية يجتمع أولوا الخبرة في
مجال التربية مع جميع الشركاء في العملية التربوية لتشخيص الداء واقتراح
العلاج ، لكن كل ذلك ظل مجرد شعارات براقة وعناوين جوفاء ترفع في مواسم
سياسية عابرة ، إذ لم تجد نتائج تلك الأيام طريقها إلى النور لعدم وجود
إرادة صادقة ومتابعة صارمة وهنا نتساءل :
ـ ما مصير نتائج الأيام التشاورية السابقة ؟
ـ ولماذا لا يتم تنفيذ ماتم الإتفاق عليه في تلك الأيام ؟
ـ أم أن الأيام في زماننا هذا تقاس بالسنين ؟
إن الجواب الذي يتبادر إلى الذهن هو أن ثمة جماعة من المتملقين
والمتمصلحين المندسين في أروقة الوزارة المختصة لا يريدون لهذا القطاع أن
ينهض لحاجة في نفس يعقوب ، ليظل المواطن المسكين يتألم حزنا وأسفا على
مستقبل أبنائه المذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
وفي هذا المقام نتوجه بنداء عاجل إلى فخامة رئيس الجمهورية بالتدخل عاجلا
غير آجل لحث الحكومة على التطبيق الحرفي لما ورد في نتائج الأيام
التشاورية  الأخيرة ، وذلك لانتشال التعليم من هذه الوضعية المزرية التي
يعيشها.

الثنائي : الراجل ولد الشيخ الحسن ـ ومحمد سالم ولد بيشار
      مدرسين بترس زمور
ازويرات : 23/07/2013