الحواجز النفسية / المامي ولد جدو

بين فرنسا وسويسر لا توجد حواجز، فقط الأسفلت السويسر

أفضل من الأسفلت الفرنسي وبذلك تعرف أنك دخلت الحدود الفرنسية، والحدود بين بلجيكا وهولندا عبارة عن حاجز من الرخام، مطلي باللون الأبيض، وبعض البيوت مقسمة بين الدولتين، تجد المنزل الواحد نصفه في الحدود البلجيكية والجزء الآخر في الحدود الهولندية، ونصف المنزل يدفع فواتير

 الطاقة لشركة الكهرباء الفرنسية، والنصف الآخر يدفع الفواتير لمملكة هولندا.

لا بوابات لا حواجز لا أسلاك شائكة لا مدرعات لا مشاكل، لا شرطة مرتشية، ألسنا الأمة التي ألف الله بين قلوبها بنعمة الإيمان،إلا أننا اليوم بتنا مثالا للكراهية والعنصرية، وتنتشر بيننا الضغائن والـأحقاد، والفتن تشتعل في كل مكان من بلاد المسلمين، والقتل جار على قدم وساق.

بحجة التكفير تارة، والتبذير تارة أخرى، وأحيانا بدون سبب، واحد بس يجرب حزام ناسف، أو "يكسكادي" بسيارة مفخخة، ما هذا يا أمة الإٍسلام، القدس تئن في قبضة اليهود، وسوريا تفوح منها رائحة الدماء والدمار، و طرابلس تحت رحمة المليشيات،ولبنان قنابل طائفية موقوتة في كل مدينة، و كل حي، ومصر تحت لهيب بركان، واليمن حروب قبلية لا تنتهي منذ عهد مملكة سبأ..

الحدود التي صنعها الاستعمار بين الأمة العربية، صنعها بمهارة، وعن دراية، بؤر توتر في كل مكان، حتى بين موريتانيا والمغرب، هناك إقليم متنازع عليه، ويخلق التوتر بين بلدان المنطقة، ويعطل مشروع الاتحاد المغاربي، واضخم الميزانيات تذهب لحرس الحدود، البوابات، والحواجز، المتاريس.

الكرة الأرضية تتوحد ونحن نتشظى، ونتطاير في الهواء، كل قبيلة تريد أن تكون دولة، وكل طائفة تريد أن تكون أمة، وكل حي يريد أن يكون ولاية، إنها الحواجز النفسية، و هذا ما يفسر أنك  لو دخلت بلدا عربيا.. لتخيلت أنك في معتقل، الشرطة والكلاب البوليسية، والحواجز، والتفتيش الليزري والشخصي، واليدوي والكلاب، والرشوة، حتى تتمنى أن ترمي الفيزا في وجوههم، تعود أدراجك... يا أمة ضحكت...

المامي ولد جدو