شيخنا ولد محمد لقظف: أحمدو ولد حرمة أول زعيم خاض النضال السياسي ضد الإستعمار في موريتانيا
- التفاصيل
-
29 أيار 2013
- نشر بتاريخ الأربعاء, 29 أيار 2013 22:57
العم ولد ببانه من وجهة نظركم بوصفكم عاصرتموه؟
شيخنا ولد محمد لقظف : حرمة ولد ببانه هو أول من عرف أن معاملات فرنسا الإستعمارية سوف تتغير وهو كذلك أول من اتضحت له الرؤية قبلنا كلنا في موريتانيا ،وعمل على أساس ذلك واتصل بحزب كبير (الحزب الإشتراكي الفرنسي) بواسطة النائب الأمين كي السنغالي وقد ساءت علاقته بذلك الحزب بسبب دعمهم لإسرائيل فرفض مصافحتهم وترك الحزب .
العلم : ماهو سبب نجاح حرمة في أول انتخاب له كنائب عن موريتانيا في البرلمان الفرنسي؟
شيخنا : لقد نجح حرمة بعاملين ،الأول أنه ترشح ضد رازاك وغير المسلم وحرمة مسلم ومعروف عنه التقى ،أما عن العامل الثاني أن تزامنت الإنتخابات مع سقوط تلك المعاملات السيئة التي كان المستعمر يواجه بها الشعب مثلاً عند مرور أي فرنسي يجب على الجماعة التي يمر بها أن تقف كلها وتؤدي التحية وغيرها من المعاملات إنضافت على أن تقلصها من إيجابيات حرمة في صراعه ضد الإدارة الفرنسية . هذان العاملان هما من خلقا أكبر تعاطف مع حرمة وقد صوت الشيوخ في تلك المرة على حرمة .
العلم : ماهي في نظركم الأسباب الكامنة وراء عدم نجاحه للمرة الثانية خاصة أن المرشح ضده ليس موريتانياً أيضاً؟
شيخنا : كان عدم نجاح حرمه بسبب التزوير مثلاً لقد وضع مكتب اقتراع أولاد بوحمد وهي قبيلة مساندة لحرمة تسكن آمورج في باسكنو عند خصومها في تلك الفترة أولاد داود واللذين صوتوا لمرشح الإدارة فكان وضع المكتب في مكان تعرف الإدارة مسبقاً أن أولاد بوحمد لن يذهبوا إليه.
أما مظهر التزوير فهو المتعلق بإعلان وفرز النتائج فقد وصلنا وأنا مترجم حاكم آكجوجت ومن مساندي ولد يحيى آنجاي، مراسلة لاسلكية من اندر قبل وقت الإفطار ونحن في شهر رمضان تقول أنه حسب المعلومات المتوفرة من موريتانيا فقد نجح أحمد ولد حرمة. وبعد 6 أو 7 ساعات وصل تلغرام آخر يقول أن الفائز هو سيدي المختار ولد يحيى آنجاي.
العلم : ما هو في نظركم سبب هذا التدخل الفاضح للإدارة الفرنسية ضد حرمه؟
شيخنا : أولاً لأنه يعادي الإستعمار ،ثانياً هو متشدد من الناحية الدينية ،كما أنه عندما لاحظ طريقة يمكن من خلالها أن يرفض الموريتانيون استبداد الفرنسيين نشط فيها وحقق الكثير.
لقد كانت معاملته مع الفرنسيين جريئة جداً على سبيل المثال حادثة بئر أم كرين إذ كان بعض الحكام هناك أوعزوا إلى حرمه وهو ترجمان أنهم يفضلون أن يستضيفهم للشاي في بيته فوافق حرمة لكن الفرنسيين أتوه في هيئة غير لائقة من حيث الملبس كما اصطحبوا معهم أشخاصاً ليس من اللائق قدومهم معهم فاعتبر أن هذا تحدي وهو فعلاً تحدي لأحد مثله ملتزم يقول شيخنا وطردهم ورمى بحضرتهم ما كان قد حضره لاستضافتهم ،وذلك ليس سهلاً في تلك الفترة وليس في متناول أحد.
العلم : ماهي النشاطات السياسية التي كان يقوم بها حرمه؟
شيخنا : أقدم 1946 على إنشاء حزب "الوفاق" أما حزب الجماعة الأخرى فقد أنشأ بعد حزب حرمه الذي هو أول حزب بقليل فانتسب إليه بعض الناس لأنه حينها لم تكن قد ظهرت المعارضة ،والمسألة مسألة مسلم وكافر. فرازاك كان حينها المرشح لأن يكون نائباً ..وفاز عليه حرمه الذي تمت معارضته بعد فترة من انتدابه كنائب عارضه الفرنسيون والحكام وجعلوه ضد الكثير من الشيوخ فالحكام منهم أغضبهم أنه سيكشف النقاب عن الكثير من الحقائق التي لا يرغبون في غير سترها عن الأنظار .. ومن جهة أخرى فقد كان صديقاً دائماً الأمين كي الذي كان من دواعي علاقته مع الأمين كي أمور عديدة منها : أولاد محمد لحبيب (الذين كانوا في الشرق) فقد رجعوا للجنوب وكانت لهم قرابة مع الأمين كي ..وكان في هذه الظروف ولد عمير قد أتى ليكون أميراً وأتوا هم أيضاً لنفس الغرض .. فخلق ذلك شراً بينه هو وبعض أهل اترارزة.
العلم : ماهي قضيته مع الحزب الإشتراكي؟
شيخنا : كان قد ذهب عن الحزب الإشتراكي بسبب مساندته للدولة الإسرائيلية ..فقد رفض أن يسلم عليهم وذهب عنهم.
العلم : كيف هاجر ولد حرمه عن موريتانيا؟
شيخنا : ذهب إلى سويسرا ومن ثم إلى الدول العربية ..وبقي هناك ،وواصل نشاطاته بحيث تم تقسيم موريتانيا على الكتلتين :منروفيا..وكازابلانكا..قبل الإستقلال. قال لي هو بنفسه : إنه لم يطلب في وقت من الاوقات شيئاً غير الإستقلال لموريتانيا..وكل ما يفعله إنما هو من أجل تعجيل الوصول إلى استقلال موريتانيا..هو لم يكن موجوداً معنا لنكون على إطلاع كامل على جميع قضاياه ولكن أعرف أنه كان في واحدة من تينك الكتلتين ..(كتلة الدار البيضاء).
العلم : هل يدعو في نشاطاته هذه لإستقلال موريتانيا؟
شيخنا : كان يدعوا إلى كل شيء من شأنه أن يعطي الحرية لموريتانيا ..حينها لم يكن الإستقلال موجوداً..بل كان يوجد قانون الإطار وفي نطاقه كان يخدم من أجل أن تحصل موريتانيا على أكبر قدر ممكن من الحرية ..ولما أتى هنا أيضاً ظهر أنه لم يكن يريد إلا الإستقلال وتعاطفت معه الجماعة التي بعد المختار ووكلفوه مرة أو اثنتين بمهمة إلى المغرب.. إلى الملك وأنجزهما على أحسن وجه. كان هذا عام 1978.. بعد الإنقلاب على المختار.
العلم : هل العسكريون تعاملوا معه؟
شيخنا : نعم نعم .. أتانا هنا بعد الإنقلاب حينها كنت وزيراً للخارجية والتقيناه أنا والمصطفى ولد محمد السالك ..وقررنا أنه سيكون موفدنا للمغرب كلما كان ذلك ضرورياً وكان الملك يستقبله وينجز له المهام التي كان يزوره بشأنها.
العلم : هل أعطته الحكومة العسكرية حقوقه؟
شيخنا : لا علم لي أنه طلبها.. أعلم فقط أنه أعطيت له قطعة أرض كبيرة هي التي بنى عليها قصراً هنا وقد منح تقديراً كبيراً.
العلم : ما الذي يمثله لكم حرمه بصفة عامة؟
شيخنا : حقيقة أن حرمه يمثل لموريتانيا رجلاً على أكبر مستوى من الناحية التقليدية ومن ناحية دخوله بسرعة النضال ضد المستعمر أمام الموريتانيين حتى شجعهم وعلمهم أن الاستعمار لابد راحل ،ولابد أن يعترف كل شخص بشخصيته ويفرض نفسه وهو رمز كبير لهذا البلد ...رمز كبير لهذا البلد