فتح الجبهة الليبية… وانتقال التوتر من المشرق العربي إلى مغربه
- التفاصيل
-
30 تشرين1 2015
- نشر بتاريخ الجمعة, 30 تشرين1/أكتوير 2015 10:47
حين اندلعت أزمة الصواريخ السوفيتية في كوبا سنة 1961, وبينما كان الرئيس الأمريكي جون كيندي يوجه تهديده الشهير إلى الاتحاد السوفيتي كانت المفاوضات الجدية والحقيقية تدار في مطعم صغير في أحد أحياء واشنطن الكبيرة !
يوم الثلاثاء 27 أكتوبر دعت الخارجية الفرنسية إلى عشاء عمل تشارك فيه كل من الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة العربية السعودية والإمارات و تركيا وقطر وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وتغيب عنه روسيا وذلك قصد التباحث حول الأزمة السورية.
للتذكير…لقد كان عشاء واشنطن سرياً و توصل إلى حل للازمة !
***
في 30 سبتمبر انطلقت أولى العمليات الروسية في سورية وتدخل أسبوعها الرابع مسجلة 934 طلعة جوية دمرت خلالها 819 موقعا للارهابين. فالإدارة الروسية تتبع سياسة الأمر الواقع التي تفرضها تغيرات الميدان وتتبعها دبلوماسية مفاوضات الأوراق الرابحة. ولتكتف الإدارة الفرنسية بدبلوماسية “رد الاعتبار” احتجاجا على الإقصاء من الاجتماع الرباعي في فيينا…فلروسيا ساحة القتال ولفرنسا موائد العشاء!
إن الضربات الجوية الروسية المدعومة بالقوات البرية السورية ساهمت في تعطيل إمدادات التنظيمات المتشددة و محاصرتها مما دفعها إلى التوجه من محافظة الرقة إلى الغرب السوري.
تأتي هذه التغيرات الميدانية – و التي لم تبلغ بعد مرحلة قلب موازين القوى العسكرية- كانطلاقة لمرحلة جديدة دشنت بخروج الأسد من عزلته وبتحريك المفاوضات والحديث عن حل سياسي تتمسك فيه روسيا ببقاء حليفها النظام الروسي.
و لئن لا يمكن الحسم في مدى الدور الذي سيلعبه الأسد في الفترة القادمة فان الأرجح أن الجماعات المتشددة ستكون خارج معادلات الميدان الروسي وذلك بتطويق الخناق حولها. وهنا يكثر الحديث عن عودة المقاتلين وتوجههم نحو ليبيا التي يحكمها منطق الفاعلين (ميليشيات – جماعات قبائلية – مجالس جهوية) على حساب منطق الدولة.
وقد نشرت صحيفة الخبر الجزائرية يوم 17 أكتوبر نقلاً عن مصدر أمني رفيع المستوى أن روسيا تراقب مواقع خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في ليبيا عن طريق طائرات إستطلاع وقمر صناعي عسكري. وبذلك يبدو أن المغرب العربي هو الوجهة المقبلة للجماعات الارهابية بعد انحسار قوتها في بلدان المشرق العربي وعودة عناصر هذه التنظيمات إلى بلدانها مع العلم أن المغاربة (نسبة إلى بلدان المغرب العربي) يشكلون النسب الاعلى من المقاتلين الأجانب.
هذا وقد حملت الزيارة الغامضة لقائد سلاح الجو الأمريكي بافريقيا وأوربا الجنرال فرانك قوانك إلى تونس يوم الخميس 22 أكتوبر عدة دلالات خاصة مع تواتر أنباء حول قرار أمريكي بتنظيم طلعات جوية فوق الحدود التونسية الليبية مما يدفع للتساؤل حول إمكانية فتح جبهة شمال إفريقيا عبر البوابة الليبية و إنتقال التوتر من المشرق العربي إلى مغربه.
***
إن سئلت عن تعامل الإدارة التونسية مع هذه المستجدات خاصة مع هشاشة ودقة الوضع السياسي و الاقتصادي و مع الغموض الذي بات يكتنف العلاقات التونسية الجزائرية ( الجزائر ترفض أي تدخل أجنبي في المنطقة و تعد محاصرة من دولتين حليف غير عضو في حلف الناتو : تونس والمغرب) فإجابتي أنني لا أعرف بعد في أي مطعم تدار الترتيبات ولا من هي الأطراف المدعوة لمائدة العشاء !