تكميم أفواه الحق ,,,أو ترمم وجه سياسي (رأي حر )

في سنوات التسعينات راجت ثقافة إغلاق المنشاءات الثقافية وكانت جمعية الشروق الثقافي أول جمعية ثقافية يتم إشعارها بالمنع من ممارسة نشاطاتها علي التراب الوطني 


وكانت جمعية الشروق قد تم سحب رخصة العمل منها الأن النطام أنذاك التهامها بأنها الذراع الثقافي لحزب الطليعة ذو التوجه البعثي العربي والقريب جدا من العراق ويكون بذالك هو أول حزب سياسي تطاله سموم التوقيف التي غطت سماء ديمقراطيتنا الفتية وفي نفس الفترة أيضا
وتتالت أسباب الإغلاق من معية وزير داخلية في السلطة الحاكمة إلي أخر وحتي أن غابت أبسط مبررات الإغلاق في سنوات التسعينات ليتم لآحقاحظر نشاط أول جزب موريتاني معارض خاض أول إنتخابات تعددية لأسباب مجهولة حتي اليوم هو حزب إتحاد القوي الديمقراطية UFDبذالك يختم علي أبوابه بالشمع الأحمر بمن بقي فيه مع رئيسه الأستاذ الرئيس أحمد ولد داداه و الحزب الذي تتوزعت من رحمه أحزاب معارضة ونقابات عمالية حتي تشنط اليوم في الساحة السياسية والنقابية الموريتانية وتجمعت فيه أكثر القوي سياسية قدرة علي مقارعة النظام في العشرين سنة الماضية وليبدأالرئيس أحمد ولدداده البحث عن متنفس سياسي بديل ويتم الترخيص لحزب تكتل القوي الديمقراطية RFD الحالي
وفي أول إنتخابات رئاسية في بداية التسعينات من القرن الماضي حاولت بعض الوجوه ذات النزعة الدعوية تأسيس حزب إسلامي سموه حزب الأمة ولكن وزارة الداخلية أنذاك رفضت الترخيص لمثل هذه الأحزاب 
ولم يسلم حزب العمل من أجل التغييرAC والخارج للتومن دائرة حزب إتحادالقوي الديمقراطية بعدرياح الخلافات التي عصفت باحزب الأب UFDوالذي كان يقوده المعارض السياسي المعروف مسعود ولد بلخير من موجهة القصف والصفع المتتالي من طرف حكومة الشيخ العافيةولد محمد خون ليتم إغلاقه الإسباب ظلت في نظر مناضلي حزب العمل من أجل التغيير AC بالمبطنة والغريبة والموجهة ضد شريحة الحراطين تحديدا
ولكي لا تغرق السفينة بمن فيها كان لابد لرفاق المخضرم الرئيس مسعود ولدبلخير من طوق نجاة بعد محاولات متنوعة للبحث عن ترخيص حزب سياسي يجمعه والطيف الذي يناصره ولم يفلح في ذالك خاصة وأن الأنتخابات الرئاسية والبرلمانية أنذاك علي الأبواب وهو الذي دفع بالرئيس مسعود ولد بلخيرإلي التصديق علي خارظة طريق لدخول مع أعداء الأمس القريب في الصفقة المعروفة بينه وبين ملاك حزب التحالف الشعبي التقدمي APP ذوو التوجه القومي الناصري
وبالعودة إلي التسعينيات من القرن الماضي وملف الإغلاق يطالعنا القمع الممنهج للجناح الإسلامي وإغلاق الجمعية الإسلامية الموريتانية وإعتقال بعض نشطاء التيار الإسلامي ومن ضمنهم الأستاذ الرئيس السيدمحمد جميل ولد منصور بظهورهم في تنظيم غير مرخص تحت إسم الحركة الإسلامية الموريتانية والمعروفة إختصارا بحــاســـم والمتهمة بزعزعةالأمن وإستقرار الوطن 
وفي بدايات الألفية الثالثة في زمن النشاط الديموقراطي كما يحلو للبعض تسميته تم الزج بالدعاة والشيوخ في السجون الأنهم يشكلون خطرا لا علي البلد فحسب وإنما علي المنطقةالواقعة جنوب الصحراء وعلي إفريقيا بأكملها لمايتمتعون به من صيت علاقات دسمة ومتعددة في مشارق الأرض ومغاربها ومن أبرز تلك الأسماء الأستاذ والشيخ محمد الحسن ولد الددو
وفي الأيام الأولي من أنقلاب 2005م تم إطلاق سراح العديد من السجناء وعلي رأسهم اليخ محمد الحسن ولد الددو 
وفي سنة وأشهر قليلةحاولت مجموعة من النشطاء السياسيين والنقابيين تأسيس حزب أطلقوا عليه إسم حزب المستقبل وتم رفض الترخيص له من طرف الجهات الرسمية وعللت رفضها الترخيص له بأنه لا يضم في تركبته سوي شريحة واحدة في بلد يتكون من العديد من الشرائح والمنصهرة في وطن واحد منذ قرون 
ومنذأقل من سنة حاولت مجموعة من الحقوقيين تأسيس الحزب الليبرالي الموريتاني وتم منع الترخيص له 
ولم يتوقف منع الترخيص عند هذا الحد فهذه حركة إيرا ولا تلمس جنسيتي وحركة 25فبراير والعديد من الجمعيات والتشكيلات الحقوقية والسياسية والثقافية ممنوعة من الترخيص رغم نضالها المشهودوطنيا
واليوم عادت خطة الضغط علي الزر حتي نحدمن تمدد الطوفان ونعيش اليوم نفس المرحلة التي عشناها في تسعينيات القرن الماضي لنشهد إغلاق جمعية المستقبل ومركز نور الصحي والمعهدالإسلامي لتعليم البنات هذه المؤسسات التي تقدم خدماتها بالمجان للمئات من المواطنين يحرمون اليوم من عطائها بقرار من وزارة الداخلية دون سابق إنذار
وهنا نتساؤل 
هل هذه الإغلاقات المتلآحقة هي الهدوء الذي يسبق العاصفة؟
وهل المستهدف بالإغلاق حقا هو حزب التواصل تحديدا؟

بقلم :محمد سالم ولد خليه