كلمة في حق المدير " يربه ولد أسغير "..بقلم:الشيخ المهدي النجاشي.
- التفاصيل
-
02 كانون2 2014
- نشر بتاريخ الخميس, 02 كانون2/يناير 2014 17:35
نوائب الدهر واكراهات الزمن الرديء لم تجبرني يوما على أن اكتب و لو مرة واحدة ما لا أراه حقيقة بينة, بل كنت ولا زلت احتفظ بمبادئي التي تعلمتها منذ تأتأتي الأولى في الحياة, فالكتابة بالنسبة لي تبتل في محراب الفن الجميل , وقداسة تستلهم من معين الحقيقة ورونقها الجذاب , وما
دامت الحقيقة كذلك فإنه من الجميل الاعتراف بها في زمن بات البوح بالحق نفاقا وجريمة , ولذا أليت على نفسي أن اكتب شهادة في إدارة رجل و حال مؤسسة.
لم تكن قصتي مع الوكالة الموريتانية للأنباء جديدة العهد فحين كنت كغيري من جيل الثمانينيات مجبرين على قراءة " جريدة الشعب " كانت هناك علاقة حميمة بيننا وبين تلك المؤسسة, لكنه ارتباط بفقرة واحدة كنا نتبارى فيها كغيرنا من التلاميذ الذين كانت " صفحة الحكم والنصائح و فقرة "هل تعلم " تجذبهم جذبا رغم أننا كنا لا نطيل فيها كثيرا نظرا لأنها كانت تحاول تدجيننا وتخضيرنا بفعل أخبارها , وعباراتها المعتادة من " دخل " و " خرج " و " غادر " وتلك لعمري كلمات كثيرا ما لاكتها أنامل المحررين في هذا المرفق العمومي , فكانت كلما صدرت أضحت في عيوننا مجرد مفوضية " للأفكار وموتا دافئا للمواهب, وسجننا مغلقا للرأي و كل المخالفين للحكم ".
ظلت الوكالة الموريتانية للأنباء كذلك في ذهني منذ عقود من الزمن وأنا الذي ما دخلتها سوى صدفة حين كنت ألاحق شيخا وقورا لا أسلمه رسالة من عائلته التي لم يزرها منذ أعوام عديدة مضى فيها الشيخ يوميات تعيسة لا تخلو من الظلم والإقصاء والتهميش..
كنت وأنا أسلمه الرسالة القي بنظرات خجولة لأرى صورة نمطية كنت قد رسمتها في خيالي عن مؤسسة عريقة كثيرا ما دجنتنا وقليلا ما أخبرتنا وهي تعيش تعاسة قل نظيرها وحالا يندى له الجبين جدران مقعرة وأبواب متداعية ومكاتب مبعثرة وعدت طريقي خجولا..
شاءت الأقدار أن أعود إليها منذ أسبوع واحد بعد خمس سنوات من فراقها , فبدت وكأنها لم تكن تلك المبتلات منذ أعوام بالإهمال والنسيان والفوضى والعبثية التي كانت تعيشها منذ النشأة تجهيزات حديثة وقاعات منظفة وساحات خضراء هذ من الشكل أما عن " الجريدة " فان أقلاما شبابية صارت تأخذ أماكنها المناسبة في التحرير والإعداد والإشراف والتصوير والإخراج وبات الإبداع فيها موجودا وحرية المعالجات مفتوحة وأضحت هموم المواطن مطروقة دون رقيب ومصادرة وغابت ثقافة التضليل وتميع الحقيقة عن المؤسسة وتغيرت تلك الصورة النمطية التي تعودنا عليها منذ أعوام مضت ..
كما لم تكن الوكالة الموريتانية للأنباء غائبة تماما في مواكبتها للأخبار والتغطيات الوطنية فتجربتها الأخيرة في الحملة البرلمانية والتشريعية لم تكن انجازا عاديا حيث عملت على مواكبتها لكل الأنشطة التي تقوم بها الأحزاب التي شاركت فها حيث اشرف المدير العام لها الأستاذ: يربه ولد اسغير نفسه على عملية إرسال 12 فريقا صحفيا استطاعت الوكالة من خلالهم أن تضع قرائها أمام أول تغطية إعلامية لموسم انتخابي على عموم التراب الوطني مما أعطى دفعا كبيرا لموقع الوكالة الذي لم يكن يزوره زائر قبل التطور الذي شهده وصار في الصفحة الأولى من صفحات موقع" موريتانيا الآن " القائم على ترتيب المواقع الالكترونية الموريتانية والأكثر تصفحا..
كما لم يختصر قطاع الإصلاح في " الوكالة " على تلك المنجزات فحسب , بل فتحت إدارتها الحالية نافذة جديدة على الوكالات الإخبارية الدولية والعربية في إطار تعزيز مفهوم الشراكة والتوأمة بينها ووكالات أجنبية وخير دليل على ذلك توقيع اتفاقية مع " الوكالة الإخبارية الفلسطينية " القلب النابض للقضية الفلسطينية كواحد من تكريس قيم الانفتاح والحضور الإعلامي لموريتانيا في حقل الإعلام الدولي والقضايا العادلة...
آما بخصوص تعزيز القدرات وخلق الأجواء المناسبة للعاملين في المؤسسة فقد تميزت الوكالة منذ أشهر عديدة على التحسين من ظروف العاملين بها ومحاولة الاستفادة من تجارب الجيل الشبابي الذي لم يعرف طريقا إلى الوكالة من قبل حيث فتحت له فرصا في مسايرة العملية الإعلامية بعد تحرير الفضاء السمعي بقدر لم يعد فيه الشباب موجها بل مساهما في الطفرة النوعية إذ أصبح يعالج قضاياه ويبدي بآرائه عن طريق الوسائط الإعلامية المتعددة التي تستخدمها " الوكالة الموريتانية للأنباء " في مشوارها الإعلامي الذي يحاول جاهدا تغيير العقليات وإنارة الرأي العام , وتلك لعمري حسنة تذكر فتشكر..
إن المتابع للتطور الكبير الذي تشهده هذه المؤسسة العملاقة والضاربة في القدم بالنسبة للإعلام الموريتاني ليلاحظ بكل صدقية التطور الذي تعيشه منذ فترة بفعل إصرار مديرها الحالي الأستاذ : يربه ولد اسغير على الإصلاح ومسايرة المرحلة بإعلام يواكب العصر بعيدا عن التطبيل والتزمير والتستر على هموم المواطن الذي يعاني منها حيث أصبحت تعالج مجمل القضايا ومنبرا أمام كل من يريد التعبير عن رأيه...