مرشح المعارضة و لعبة "خده زينه".../ يربه ولد ا سغير

 

من المعروف في التراث الشعبي أن نساء الحي قد يتحفن سمرهن بلعبة أصبحت شهيرة في بعض المناطق و هي تسمى لعبة "خده زينه"

و هي عبارة عن صنع امرأة من أجمل ما يمكن تخيله انطلاقا من معطيات المحيط الذي يوجد فيه النساء صاحبات" المركة".
و لصناعة هذه المرأة الجميلة تقترح كل امرأة عضوا منتقى يعتبر أجمل ما في إحدى نساء المحيط المذكور.
فيؤخذ ساق فلانة و أنف فلانة و ضحكة أو ابتسامة أخرى و عينا رابعة و حتى مشية أو نبرة (منطق) خامسة إلخ حتى تحصل امرأة مثالية نسبيا أي حسب ما تعرفه صاحبات اللعبة. 
عندما تكتمل الصورة تنتهي اللعبة و يتحول السمر إلى جانب آخر من فنون الجد أو الهزل لكن كل شيئ يبقى إلا "خده زينه"
لأنها مخلوق من الخيال ليس له وجود ملموس و لو أن عملية صناعته قد مكنت من التعبير عن انتقاد الواقع سلبا و إيجابا . فمن نسوة الحي من لا يؤخذ منها شيئ و منهن من يؤخذ منها عضو واحد أو صفة واحدة و في ذلك تقييم لا يخطئ يعكس النظرة الجمالية المتفق عليها عند المجتمع.
تحالف المعارضة اجتمع مرات عديدة و خرج علينا بمواصفات و معايير قال إنها ينبغي أن تتوفر في مرشحه للانتخابات الرئاسية و قد اتفق الطيف المعارض على هذا "المخلوق" الذي يريده رئيسا للجمهورية الاسلامية الموريتانية. 
لكن عندما قدم للترشيح أصبح كل طرف يعبر عن تمسكه بالعضو الذي أخذ منه إن لم يدع أن مجموع الأعضاء المكونة للمخلوق هذا هي ملكه وحده بلا منازع.
و في النهاية تفرقت جموع المعارضة بعد طول السمر و أصبح مرشحها أمام مصير مأساوي فإما أن يرجع كل طرف بالجزء الذي يدعيه و معنى ذلك أن المرشح سيكون أشلاء و أما أن يرغم على الاختفاء و بهذا يموت قبل أن يولد. 
"خده زينه" نساء الحي لعبة و اللعب بطبيعته يراد به الانفصال عن الواقع. أما "خده زينه" مرشح المعارضة فهي المأساة عينها. 
مأساة المعارضة و مأساة الديمقراطية.
من صفحة  الفاعل السياسي الكبير والاطار البارز يربه ولد اسغير المدير العام لميناء شاطئ الراحة بنواذيبو