رسالة من معالى الوزيرالسابق سيد امحمد محمد فال الملقب أقريني الي السيد الوزير السابق سيد ولد ديد.
رسالة من معالى الوزيرالسابق سيد امحمد محمد فال الملقب أقريني الي السيد الوزير السابق سيد ول ديد. ردا علي مداخلة للأخير لمح فيها إلي أن قبيلة كنته ليست لها مقاطعة خاصة بها. وهو ما فهم علي أنه مصادرة حق هذه القبيلة في
ممارسة السياسة الا من خلال الولاية مثلا. حتي تظل هناك وصاية من سيد وأمثاله علي ساكنة الولاية بغير وجه حق.
نص الرسالة.
إلي الأخ العزيز، الوزير والدبلماسي الأسبق، السيد سيد ولد ديدي،
أخي الكريم،
صحيح أن دولة القانون والمؤسسات التي يحاول شعبنا جاهدا بنائها، تتعارض جوهريا مع أي خطاب ذا صبغة قبليةأوطائفية أو جهوية.
لكن عندما يكون خطاب، من هذا القبيل، صادر عن شخصية وطنية وازنة من حجم الأخ سيد ولد ديدى، فإن عدم التفاعل معه يكون إما تسليم بما قيل، وهو أمر خارج عن السياق، أو صمت في غير محله.
أخي الكريم،
مع شجبي الشديد للقبلية كفكر وكمذهب دأب البعض علي أعتناقه و المتاجرة به عند الإقتضاء، إلا أنني أعلم تمام العلم أن المجتمع المورتاني في معظمه، كباقي المجتمعات العربية، هو مجتمع قبلي وعشائري.
فالقبيلة هي حقيقة وواقع وجزء من النسيج الإجتماعي الوطني.ولها إجابياتها الكثيرة كما لها سلبياتها.خلافا للقبلية والشوفينية، التين ينظر إليهما كنوع من الرجعية والجهل بل أنمها تتناقضان ليس فقط مع الدولة و قوانينها الوضعية ولكن أيضا مع مبادء الدين الإسلامي الحنيف.
أما بخصوص ما تفضلتم به، في مداخلتكم الأخيرة في إحدي الفعاليات السياسية المتعلقة بالإستفتاء علي التعديلات الدستورية المرتقبة، والتي تحدثتم فيها عن ما وصفتموه بدور حصري للمقاطعات والولايات في مجال العمل والأنشطة السياسية، فلا يسعني، في هذا الصدد إلا أن أسجل بعض الملاحظات. و ذلك غلي النحو التالي:
-إن الدوائر والقضاءات الإدارية المختلفة جل سكانها كما تعلم هم من القبائل. وكل دائرة في هذا البلد هي محسوبة علي قبيلة بعينها. والدولة تعي ذلك جيدا. والمستعمر قبلها وسيادتكم أيضا
وإلا لكان بالإمكان إنتخاب نائب برلماني من إحدي قبائل الشرق أو الجنوب عن مدينة تجكجة المباركة، مثلا،
-إن القبيلة التي لا مقاطعة لها كما لمحت إلي ذلك في مداخلتك الجيدة، (قبيلة كنت)لتشكرك علي تذكير الرأي العام الوطني بهذا الظلم التاريخي الواقع علي هذه القبيلة. وهو ظلم موروث عن المستعمر. ومثلك لا يجهل أسبابه.
- لتذكير معاليكم فقط، إن معاداة المستعمر الفرنسي لقبيلة كنت المنتشرة في كل الولاياة وفي كثير من دول الجوار(الجزائر،مالي، المغرب، النيجر والسينغال) له أسباب معروفة و موثقة. ومثلكم سيادة الوزير يعلم جيدا عن معارك النيملان والرشيد، خصوصا أن تلك المعارك
بقيادة المجاهد والولي محمد المختار ولد الحامد رحمة الله عليه، وقعت علي بعد عدة أمتار من تجكجه. كما انكم تعلمون حقيقة أن الزعيم القبلي الوحيد في تكانت الذي صوت لإبن عمكم المسلم أحمد ولد حرم رحمه الله، ضد الفرنسي رازاك، ليس إلا الزعيم الكنتي والرجل الزاهد أحمد ولد سيد أمحمد، غفر الله لنا ولهم جميعا.
لهذه الأسباب ولغيرها من ما يضيق المقام عن ذكره يكره المستعمر هذه القبيلة وكذلك فعلت الحكومات الوريثة للإستعمار.
-إن العهد الذي كان فيه البعض يستخدم أجهزة الدولة في تصفية حساباته مع منافسيه قد ولي إلي غير رجعة،
- أنا أبشرك أخي العزيز أن مظلومية هذه القبيلة هي اليوم في مراحلها النهائية. فهناك علي الأقل مقاطعة محسوبة عليها علي وشك الإعلان-
-إن أخشي ما أخشاه هو أن يدفع البعض، في خضم مراهنته علي المتغيرات، أبناء هذه القبيلة العملاقة إلي التحالف فيما بينهم في بعض الدوائر. وعندها ستكون منافستهم علي المناصب الإنتخابية في ولاية تكانت تحديدا من قبيل المستحيل.
وأخيرا إذا كانت ممارسة القبيلة للسياسة علي المستوي الوطني هي أمر مرفوض في نظر الوزير سيد ديدي، فماذا عن ممارسة القبيلة للسياسة في عاصمة الولاية أو عاصمة القاطعة ؟
ولمذا لا يكون عمدة مدينة تجكجة الطيبة مثلا، مواطن مورتاني من قبيلة غير قبيلة إدوعل الشريفه؟
Monsieur, le Ministre et cher frère, merci de relativiser les chauses autant que faire se peut!!!