ولد الامام الشافعي يروى تفاصيل لقائه ببلعور
يروى مستشار الرئيس البوركينابي الموريتاني مصطفى ولد الامام الشافعي تفاصيل المفاوضات المريرة التى جمعته بالقيادي فى الجماعات الإسلامية المسلحة فى الصحراء مختار بلمختار بلعور.
شهادة ولد الامام الشافعي تضيء على عقلية الرجل المطلوب فى عدد كبير من العمليات التفجيرية من بينها العملية التفجيرية الأخيرة فى النيجر.
كان أول لقاء جمعنى بالرجل، كان فى العام 2008، بعد اختطاف دبلوماسي كندي ومساعده، حيث استنجدت السلطات الكندية بالرئيس كامباوري الذي كلفنى بجمع معلومات حول القضية. وقمت آنذاك بالتواصل مع شبكة من خلال صديق نيجري أوصلتنى حتى بلعور. وقد وصلنى اتصال من أحد الوسطاء على الحدود المالية أبلغنى أن بلعور لا يثق بالمبعوثين الماليين، وأنه يرغب فى لقائي. وأن من بين المجموعة التى معه موريتانيون يعرفونني. واستقللت سيارة رباعية الدفع مليئة بالأغذية والأدوية إلى مدينة غاوه.
ثم تم اقتيادنا فى ليلة ليلاء إلى وجهة مجهولة، وتوقفنا فى حدود الساعة الثانية ليلا فى مشهد ملىء بالكثبان. لم أشعر بالذعر من قبل كما شعرت به آن إذ. فهؤلاء قد ذبحوا بدم بارد جنودا موريتانيين فى شهر رمضان. ثم بدت لنا لجنة الاستقبال من طرفهم، وأصروا قبل كل شيء على أن أنزع بطارية هاتفى الثريا. ثم اقتادونا إلى حيث التقينا برجلين عرفت أنه هو بلعور. ثم قال أحد المرافقين: هذا هو قائدنا خالد أبو العباس المكنى بمختار بالمختار. وكان أمامه كمبيوتر محمول عليه صورتي كان يريد التأكد من أني أنا الزائر المنتظر. ثم أبدى أنا آسف للتعب الذي لقيتموه فى السفر، أنت وسيط الرئيس البوركينابي، فأجبت: نعم. فسألنى عن اسمه، وهل هو مسلم أم كافر.
فتذكرت قصة النجاشي، لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عنده، حيث وصفه بأنه ملك عادل لا يظلم عنده أحد. فوصفت بليز كامباوري بذلك. ثم بدأ يلقى خطابا سياسيا حمل فيه الكنديين مسئولية التدخل فى العراق وأفغانستان وكذلك دعم إسرائيل. ثم طلبت منه أن ألتقى بالدبلوماسي الكندي. فسألنى هل ستخبر عن مكان اللقاء. فقلت سأقول الحقيقة، أنا لا أعرف هل أنا فى الجزائر أو فى موريتانيا أو فى مالي.
ثم أخبرته أن القانون الكندي يمنع تحويل الفدى، فرد نحن لسنا فى كندا، والقانون الساري هنا هو الشريعة. فقلت بأنى لست إلا مبعوثا وأنقل إليه الرسالة التى حملتها. وبعد مشاورات له مع مساعدين رفض أي لقاء بيني وبين الرهائن. لكنه وافق على تسليم فيديوهات وصور حديثة لهم.
وفى المساء عرضوا علينا فيديوها لعمليات مخيفة كانوا قد قاموا بها. ثم طلبوا فى الغد أن نترك الأغذية والأدوية، ونذهب. وسألنى بلعور إن كانت بينها أشياء محرمة شرعا. فأجبته بالنفي. وقبل أن نذهب أخبرنى أحد الموريتانيين أن مساعد الدبلوماسي سيقتل، فأخبرت بلعور وقلت له إني لن أذهب إلا إذا تعهد بعدم قتل أي من الرهائن، وبعد مشاورات، قبل بالأمر.
طوال الفترة التي قضيتها معه، لم يرفع في ناظريه، ولاحظت أنه مهوس باقتلاع الأغصان وكسرها بين أصابعه. ولقد بكى ذات مرة عندما حدثنى عن أهله وطفولته.
ترجمة "الصحراء"