ملاحظات أولية على اعتقال السجين السلفي الفار

بعد ثلاثة اسابيع من المطاردة التي لم تكن مريحة للسجين الفار و زميله و شريكه المحتمل في الفعل و لا هي كانت مريحة للفريق الأمني الذي تقفي الاثر بسرعة نتيجة تحقيق مهني قامت به الشرطة الوطنية افضي الي وجود طريق شبه وحيد محتمل لفرار المطلوب الاول للقضاء في موريتانيا .

لقد كان فرار السجين السلفي ضربة قوية للجهاز الأمني في موريتانيا حيث ادي بعض التهاون في اداء العمل بالسجن المركزي الي فرار السالك ولد الشيخ, لكن الاخطر من ذلك هو ان هذا الفرار لم يلاحظه الجهاز الامني المكلف بالحراسة الا بعد اكثر من 24 ساعة و هي فترة طويلة تمكن أي متمرس من الذهاب بعيدا .

ليس من الانصاف ان تحمل القيادات الكبيرة مسؤولية هذا الفرار لأنها ليست هي من يقوم بالعمل الميداني لكن مع ذلك يجب علي هذه القيادات مستقبلا ان تستنتج العبر مما حدث .

و بالعودة إلي عملية المطاردة فان السلطات الامنية استطاعت ان تقوم بعمل جبار في ظروف صعبة و تحت ضغط كبير من الرأي العام الذي تتم تغذيته و شحنه يوميا ضد اداء الجهاز الامني فرغم كل ذلك الصخب كان هناك رجال امن يعملون بحرفية كبيرة و بصمت و استطاع هؤلاء تحديد طريق هروب السجين السلفي بسرعة و من ثم ارسال فريق تعقب و مطاردة تمكن مساء الثلثاء من القاء القبض علي المطلوبين بالتعاون مع دورية مختلطة بين الدرك البيساوي و نظيره الكوناكري .

هذه المطاردة و نتائجها تجعلنا نستخلص اشياء مفيدة بالنسبة للمستقبل لعل اهمها :

- ان هناك تعاون امني مهم و فعال بين دول المنطقة خاصة في موضوع مكافحة الارهاب مع تفاوت بين هذه الدول حيث ان بعضها يتعاون بشكل كامل و دون حساب للمصالح الخاصة بينما يفضل اخرون ان تكون الاولوية للمصالح الخاصة قبل المصالح المشتركة و يقوم بذلك بشكل مكشوف و واضح .

- انه يجب في المستقبل ان تكون موريتانيا اكثر صراحة و صرامة في توضيح اخطاء بعض الدول او تقصيرها في التعاون الكامل في جميع المجالات خاصة المجالات الحيوية كالارهاب خاصة مع تكرار هذه الدول لنفس الفعل عدة مرات في الماضي .

- لقد اظهرت ايام و اسلوب المطاردة التي قام بها عناصر الامن الوطني و جودة التحقيق و نجاعته رغم الضغط ان علي السلطات ان تعيد الثقة بشكل كامل في جهار الامن الوطني فرغم انعدام الوسائل تقريبا و نزيف التقاعد الغير معوض الذي اصاب منتسبيها حافظت الشرطة الوطنية علي مهنية عالية خاصة في فك الغاز الجريمة و الخبرة الكبيرة في التحقيق و النتائج الايجابية لكل ذلك .

- لقد ظهر كذلك الدور المهم الذي تقوم بيه بعثاتنا الدبلوماسية في الدول المجاورة و مدي التقدير و الاحترام الذي يرسخه المنتسبون لهذه البعثات لموريتانيا في دول انتدابهم .

- ان نحاج السلطات في تتبع و القاء القبض علي المطلوبين سيزيد من قوة موقف موريتانيا خاصة كشريك قوي يمكن التعامل معه في مكافحة الارهاب .

- ان هذه العملية قد تدفع التنظيمات التي تصفها الدول بالإرهابية الي محاولة القيام بأعمال انتقامية لذلك يجب الحذر و اتخاذ اقصي درجات الحيطة علي مستوي كافة انحاء التراب الوطني خلال الفترة المقبلة و مراقبة كل المنافذ و القيام بعمل استخباراتي اكثر دقة و قوة .

- ان اهم ما اظهرته صور وصول السجين الفار و زميله هو ان عناصر الامن الذين اوكلت لهم مهمة تتبع السجين الفار و احضاره مع ظهورهم المهيب و شكلهم الرادع فقد كانت صورتهم تمثل موريتانيا بتنوعها العرقي و الاجتماعي و هي صورة مهمة يحتاجها البلد في هذه الفترة بالذات .

- من الاخطاء التي تم ارتكابها خلال عملية استجلاب المطلوبين هو استخدام طائرة تجارية تابعة للموريتانية للطيران و من حجم كبير في العملية حيث كان الافضل بالنسبة الصورة الاعلامية للعملية ان يتم احضار المطلوبين في طائرة عسكرية .