انواذيبو المدينة الحزينة تسعد لاستقبال رئيس الفقراء..!؟

صارخ صمتها بالعذاب غائرة جراحها تهمس لذاتها وألف آهة ترتسم على ما خلفت أيام الضياع والتيه على تجاعيد وجهها الحزين

الفقر فيها يصطف في مقدمة الطابور ليستقبل الوافد عساه يمس فقرها من فيض رحمته ...

فينتفض الفقر من فقره ليعلن العصيان ويحلل نفسه من عقد لم يحضره شهود ولم يشفع بمهر .

بحرها يرسم على رملها خطوط الفناء وأشرعة السفن مرساة على ضفاف بني آوا في القارة العجوز ، تحمل شباكها أيادي خشنة من طينة يا جوج وما جوج ...

ومع كل شراع يمتد تفني ألاف الجياع من خدام تصهر جلودهم بالنار والحديد كل ما أرادوا أن يخرجوا من غم أعيدوا لتأكل الطير من فوق رؤوسهم...

وتفرغ في كأس السيد آخر قطرة من دماء لطول قهرها تحولت إلي نار تحرق نفسها في صمت صارخ بالأنين ... وتسكب من عرق المكلومين حمما تذيب الصخر وهو صليب .

وقبل اللقاء تقذف الغابة السوداء بأسراب الكلاب المسعورة تبصبص بأذيالها المعكوفة في لذة غير مسبوقة بارتشاف آخر قطرة من دم الجياع ؟

 

موقع مرايا