رئيسة حزب الحراك تتسلم شهادة تقديرية في ملتقى الشباب المسلم بالسنغال
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الخميس, 27 آذار/مارس 2014 22:05
تسلمت رئيسة حزب الحراك الشبابي من أجل الوطن لاله بنت اشريف شهادة تقديرية من طرف رئيس منتدى الشباب المسلم في السنغال يوم أمس خلال مشاركتها رفقة وفد من حزبها في الملتقى الحادي عشر الذي ينظمه المنتدى في مدينة " كيس" السنغالية".
وفي خطاب لرئيسة بالمناسبة ذكرت بالدور المتميز للشباب عبر التاريخ الإسلامي مبرزة الدور الكبير الذي يمكن أن يساهم به في توطيد الأمن والسلم في قارتنا الافرقية تكريسا للنهج الديمقراطي الحديث العهد في القارة.
كما استعرضت تجربة حزبها السياسي كنموذج للاطار الشبابي الذي يسمح بالمساهمة في توطيد العمل السياسي السلمي هذا الحزب الذي لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات حيث تمكن أن يحصل في الانتخابات البلدية والنيابية الأخيرة على المرتبة الثالثة بين مجموع الأحزاب المشاركة في الانتخابات (مولاة ومعارضة) من حيث عدد الناخبين حيث حصل على ما يقارب ثلاثمائة مستشار بلدي والفوز المطلق بست عشرة بلدية وأربعة نواب في الجمعية الوطنية.
كما عبرت رئيسة الحزب عن استعداد حزبها للمشاركين في الملتقى لتعزيز علاقات التعاون الأخوي في مختلف المجالات التي تحظي باالاهتمام المشترك تحقيقا لتطلعات الشباب المسلم ودعما لجهود موريتانيا والسنغال بما يخدم علاقاتها ومصالحهما.
وتمنت رئيس الحزب في نهاية خطابها أن يخرج منتدى الشباب المسلم السنغالي في دورته الحالية بنتائج إيجابية تغني مسيرة نضاله وتعزز من جهودنا "معا من أجل السلم" والأمن والاستقرار والتنمية لبلداننا وشعوبنا.
نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة رئيسة الحزب
السادة ...
اسمحوا لي أن أعبر عن سعادتي بالمشاركة في الدورة الحادية عشرة لمنتدى الشباب المسلم السنغالي، وأن أشكر الإخوة في المنتدى على دعوتهم الكريمة، وما حظينا به من حسن استقبال وكرم ضيافة ليست بالغريبة على شعب السنغال الأصيل والعزيز على قلوب كل الموريتانيين... ذلك أن وشائج الأخوة والمحبة التي نسجها وأصّـلها وعمّـقها الدين الإسلامي الخنيف، وعززتها عوامل الجغرافيا والتاريخ المشترك لبلدينا تحتم علينا في موريتانيا أن نحتفظ بتلك المكانة المستحقة للسنغال وشعبه الكريم.
و هانحن _وبفضل الله وبتوفيقه_يلتئم جمعنا اليوم في ودورته العادية لنناقش قضية كبري تهم العالم كله ,لنضع لها الحلول ونبني لها التصورات, ألا وهي قضية السلم والأمن والتي هي في جوهرها أساس النجاح وسر الفشل إن لم نحسن التعامل معها,
أيها الإخوة الكرام،
لقد شكل السلم _إضافة إلى ما سبق _غريزة إنسانية وميلا فطريا حتى أصبح رغبة جامحة لدى كل الأفراد والمجتمعات السوية .ذلك أن السلم في أبسط معانيه وأدقها هو السلامة من كل ما من شأنه الانتقاص من كرامة الإنسان ومكانته التي تميزه عن غيره من الكائنات .والسلم كذلك يحقق الأمن من الخوف والجوع , والنجاة من العيوب والآفات والأخطار ,كما أنه هو الحالة الطبيعة قبل تحول الإنسانية عن سجيتها النبيلة والعالية .بفعل الطمع الذي يؤدى إلى الصراعات فالحروب فالدمار والخراب...... وذلك حين يغيب الحوار ويضعف العقل وتعلو الأنا ويختفي التسامح التصالح وتتلاشى الأخلاق.
أيها الإخوة والأخوات،
تعانى قارتنا الحبيبة من الكثير من المشاكل الهيكلية والبنيوية , تحتاج إلى حلول جذرية سريعة حتى تستطيع مسايرة الركب العالي ,وهي إلى ذلك حديثة عهد بالديمقراطية مما قد يترتب عليه بعض الاهتزازات العنيفة .إذا لم يتعامل معها بحكمة وتبصر حتى نتجاوز عتبة الخطر ولعل العبء الأكبر في ذلك يقع علينا نحن الشباب .
إذ يمتاز سن الشباب على المراحل العمرية الأخرى بمزايا أساسية توفر له أهلية خاصة في مشاريع التغيير؛ منها الاندفاع والحيوية والطموح وحب المغامرة ومواجهة التحديات وعلو الهمة والقدرة على التفاعل مع المتغيرات، وتجدد العطاء البدني والعقلي، ورفض الاستسلام للذل واليأس والظلم أو التعايش معه، والقدرة على التطوير والتطور...
والشباب هم عماد كل أمـة وسر نهضتها ومصدر قوتها وصنّـاع مجدها، وهم قادة التغيير البناء في أي مجتمع، إنهم نبض الحيـاة وأداة التنميـة ونبراس المستقبل،..
لذلك اعتني الإسلام بالشباب عناية فائقة ووجههم توجيها سديدا نحو البناء والنماء والخير... قال ابن عباس رضي الله عنهما: "ما آتى الله عز وجل عبدًا علمًا إلا شابًّا، والخيرُ كلُّه في الشباب" ثم تلا قوله عز وجل: ﴿قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾(الأنبياء: 60)، وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ (الكهف: 13)، وقوله تعالى: ﴿وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ (مريم: 12)
والحديث عن الشباب وعن دوره في التغيير والإصلاح كان وما يزال من أسس البناء والتخطيط الاستراتيجي لمشاريع التغيير والنهضة وحركات التحرر الوطنية... ويعد مسألة متجددة في خطابنا المعاصر المستند إلى المنظور الحضاري لأمتنا الإسلامية.. وضمن مسيرة البناء والنهوض التي عرفتها موريتانيا منذ خمس سنوات تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز تلك المسيرة التي شملت كل مجالات التنمية من استغلال وترشيد للموارد ومحاربة الفساد والرفع من المستوي المعيشي للمواطنين ومنحهم قطعا سكنية وتشييد المساجد والمستشفيات والمصانع والمؤسسات الجامعية والمطارات واستصلاح الأراضي الزراعية وشق الطرق والحد من مستوى البطالة ونجاح جهود محاربة الإرهاب وتوظيف الأئمة والعلماء وطباعة المصحف الشريف وفتح إذاعة للقرآن الكريم وقناة تلفزيونية فضائية إسلامية، هذا فضلا عن إتاحة الحريات العامة على نطاق غير محدود واطلاق الفضاء السمعي البصري الذي يعد انجازا مكملا لحرية الصحافة التي تعد موريتانيا الأولى فيها عربيا وتتقدم على الكثير من بلدان العالم.
في ظل هذه المسيرة الجبارة حظي الشباب باهتمام ورعاية خاصة من قبل رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي جعل الشباب وقضاياه في أولى أولوياته ووفر لهم فرصة تاريخية للقيام بدورهم على الوجه المطلوب، فمن المعلوم أن التشغيل يعد المحور الرئيس الذي تدور عليه جميع اهتمامات الشباب بمختلف توجهاته حيث إن نسبة كبيرة منهم يطمحون إلى إيجاد فرص عمل توفر لهم عيشا كريما، وتؤمن حياتهم ومستقبلهم، وبدون شغل تكثر أخطار الانحراف الاجتماعي، وتزداد معدلات الجريمة في المجتمع، لذلك حظي الشباب بالنصيب الأوفر من فرص العمل ومن الوظائف السامية في الدورة، كما حرص السيد رئيس الجمهورية على إدامة الصلة مع الشباب والاستماع إلى انشغالاتهم وتلبية حاجاتهم، وقبل أيام قليلة تابع الموريتانيون والعالم كله اللقاء المباشر بين السيد رئيس الجمهورية وشباب موريتانيا من مختلف المناطق والمشارب، والذي من نتائجه استحداث مجلس أعلى للشباب.
وشجعت هذه الجهود الشباب الموريتاني على الانخراط في العمل السياسي والمدني من أجل المساهمة بشكل أكبر في تدبير الشأن العام للبلاد، سواء بولوج الأحزاب السياسية ومختلف الهيئات والمنظمات المدنية، أو عبر المشاركة في الانتخابات والاستحقاقات السياسية الأخرى، الأمر الذي حدا بنخبة من الشباب الواعي لطبيعة المرحلة والحريص على مصلحة شعبنا إلى تصدر المشهد السياسي الموريتاني بتأسيس حزب الحراك الشبابي من أجل الوطن في والذي أصبح قبلة للشاب الموريتاني واستطاع أن يحصل في الانتخابات البلدية والنيابية الأخيرة على المرتبة الثالثة بين مجموع الأحزاب (مولاة ومعارضة) من حيث عدد الناخبين حيث حصل حزبنا على ما يقارب ثلاثمائة مستشار بلدي والفوز المطلق بست عشرة بلدية وأربعة نواب في الجمعية الوطنية...
أيتها الأخوات أيها الإخوة
أريد أن أعبر لكم عن استعداد حزبنا لإدامة وتعزيز علاقات التعاون الأخوي في مختلف المجالات التي تحظي باهتمامنا المشترك تحقيقا لتطلعات شبابنا ودعما لجهود بلدينا بما يخدم علاقاتها ومصالحهما.
وأتمنى أن يخرج منتدى الشباب المسلم السنغالي في دورته الحالية بنتائج إيجابية تغني مسيرة نضاله وتعزز من جهودنا "معا من أجل السلم" والأمن والاستقرار والتنمية لبلداننا وشعوبنا.
أشكركم مجددا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.