هل تخلى غزواني عن ولد محمد الأمين أم تخلى عزيز عن غزواني؟
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الأربعاء, 12 آذار/مارس 2014 00:31
كل المؤشرات تدل على أن رئيس الحزب الحاكم السابق محمد محمود ولد محمد الأمين كان هو الخاسر
الأكبر من النجاح الذي حققه لحزبه في الانتخابات البلدية والبرلمانية الأخيرة، فلا هو كلف بتشكيل الحكومة الجديدة المنبثقة عن الانتخابات، ولا هو كلف برئاسة الجمعية الوطنية التي فاز بأغلب مقاعدها، ولا حتى احتفظ برئاسته للحزب الحاكم كما كان منذ سنوات، بل إنه وجد نفسه وفي خطوات متسارعة مدعوا إلى التخلي عن كل هذا والبقاء كنائب برلماني عادي في الحزب الحاكم أو الرضاء بمنصب سفير كنوع من الاغتراب السياسي الذي تصون به الدول ماء وجه كبار مسؤوليها السابقين.
ويختلف المراقبون حول تفسير هذا الحدث بين من يرى أنه نتيجة لتخلي حليفه القوي الفريق محمد ولد الغزواني عنه لسبب أو لآخر، ومن يرى أنه يدخل ضمن دائرة أوسع من ذلك هي في الواقع عبارة عن بداية لتخلي ولد عبد العزيز عن ولد الغزواني نفسه.
ولعل هذا التحليل الأخير أوجه من سابقه إذ لا توجد أسباب لتخلي ولد الغزواني عن ولد محمد الأمين الذي ظل وفيا لسنوات طويلة لعلاقته معه، وحقق في كل منصب شغله نجاحات معتبرة آخرها الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، كما أن ولد محمد الأمين ليس رجل خصومات ولا يعرف عنه أي مشاكل من أي نوع مع أي طرف، أما بالنسبة للتحليل فيبدو واردا لأن ولد عبد العزيز ربما يتوق لإعادة هيكلة الجهاز السياسي بعدما فعل نفس الشيء بالجهاز العسكري عن طريق إنشائه لأركان الجيوش الثلاثة، مما اعتبره البعض تحجيما للسلطات الفعلية لقائد أركان الجيوش رغم أنه رفع لمستواه لبرتوكولي، وهكذا يضع ولد عبد العزيز يده على الملف السياسي الذي طيلة الفترة الرئاسية الماضية من نصيب ولد الغزواني في انتظار خطوة أخرى.. ما هي؟!
نقلا عن يومية الأمل الجديد لعدد الثلاثاء 11/03/2014