قصة موت فتاة في ظروف غامضة بعرفات
- التفاصيل
- نشر بتاريخ السبت, 22 شباط/فبراير 2014 12:10
(م،م،ن) فتاة في الرابعة عشر من العمر ، والدها خياط ،ماتت والدتها بعد سنتين من ميلادها إثر إصابتها بمرض عضال عانت منه كثيرا .. تنقل بها زوجها بين مختلف المستشفيات والأطباء التقليديين، وأجريت لها عدة عمليات في "دكار" وانتهى بها المطاف في فراش العجز والسقم حتى لفظت أنفاسها في بيت زوجها وتحت عيون انتها التي اعتصر الألم قلبها على فقدانها.
وتفرغ (م ،س،م) لتربية ابنته فوزع وقته بين العمل على ماكينة خياطته ورعاية الطفلة حتى بلغت مرحلة الدراسة فدخلت مدرسة حرة تعلقت بمعلميها وثابرت في التهام درسوها ، حتى أذهلت طاقم المدرسة فقربوها واحتضنوها بكثير من الرعاية والحب والحنان.
وحققت نجاحات باهرة فكانت تحصيل على الترتيب الأول على فصلها خلال تعليمها الابتدائي وتجاوزت إلى المرحلة الإعدادية بمعدل عالي .
وفجأة قرر والدها الزواج من ابنة عم له وتم في إطار عائلي ودي بسيط حضره بعض أقارب السيدة التي تكبره بسنين ، وصديق أو اثنين من المقربين له ، وقدم بها إلى منزله الصغير المكون من غرفتين ومرافق مطبخ ودورة للمياه .
وسعدت الفتاة كثيرا بزواج والدها واستقبلت زوجته بحفاوة ، وأظهرت السيدة الجديدة الكثير من العطف والحنان للفتاة فكانت تخدمها وتسهر على رعايتها ، ولاحظ ذلك والد الفتاة فانشرح صدره وزال عن قلبه هم كان يؤرقه ، وانكب على عمله ، فتبسم له الحظ ورزقه الله فزاد عدد ماكيناته وتوسع عمله حتى شغل وقته عن متابعة ما يجري في المنزل .
وفي مساء من أماسي نواكشوط الباردة رن هاتفه فأخذه بيد باردة ورد بصوت هادئ لكنه تفاجأ بالمتصل يطلب منه أن يحضر على جناح السرعة إلى منزله في عرفات لأمر طارئ .. اتصل على زوجته .. لكنها لم ترد على هاتفها الذي كان يرن دون أن جواب .. ركب سيارته وأسرع ,, وبالقرب من منزله اصطدم بالشرطة تسور بالمكان وأفواج من الناس تتدافع على فناء منزله .. ارتبك ، وأحس بغثيان ودوران ..وشعر وكأن الأرض تميد به .. شق الطريق بين الجموع إلي الداخل حيث استقبله ضابط من الشرطة .. سأله عن سر وجودالجموع المحتشدة على الفناء .. قال الضابط .. وصلنا خبر من زوجتك تخبرنا فيه أنها عثرت على ابنتك في الغرفة مشنوقة .. تهاوى والد الفتاة نحو الأرض مغشيا عليه.
وبعد ايام من البحث والاستجواب سجلت حادثة موت الفتاة ناتجة عن اطراب عصبي .. وأغلق المحضر بتاريخ 13/06/1997..