إسلاميو موريتانيا في عيون الكتاب المصريين
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الإثنين, 03 شباط/فبراير 2014 10:12
رصد جزء من كتاب جديد للباحث المصري الراحل حسام تمام، الحركة الإسلامية في موريتانيا، عبر نشأتها وتاريخها الحديث، ويتحدث عن "فصام" في الاعتقاد والسلوك، بين ما هو عصري وما هو تقليدي، ويشير الكتاب إلى حضور بعض الزعماء الإسلاميين لمجالس الغناء، وهو ما وصفه بنوع من "التحايل بين الأفكار الجامدة والعطش للفن".
وتطرق المؤلف الراحل في الكتاب الذي يحمل عنوان "مع الحركات الإسلامية في العالم" لتجربة موريتانيا، "داخل مجتمع المليون شاعر، حيث المناخ الصوفي المتركز فيها"، متحدثاً عن محاولة التوفيق بين أهل الفكر والتصوف. ويلتف إلى تمكن التيار الإسلامي الموريتاني، من "التحديث"، وعدم جر المجتمع إلى الوراء. وتناول باحثون مصريون، الكتاب الجديد في ندوة بمعرض القاهرة للكتاب أول أمس، وثمن الكاتب الصحافي منير أديب حيادية حسام تمام في وقت يعز فيه وجود باحثين متخصصين محايدين، وقال إن "حسام تمام كان باحثا لا يجري مع الموجة، وعايش الحركة الإسلامية، وحاول فهم الظاهرة وكان يرى أنه لا توجد مسلمات في العمل السياسي ولكنها وجهات نظر"، بحسب ما نقلت صحيفة المصري اليوم. وأشار أديب إلى أن الكتاب أنجز في ثلاث سنوات، من واقع معايشة المؤلف للحركات الإسلامية في دول زارها، ويأتي الكتاب في شكل مقالات نشرت في الصحف ثم جمعت، والكتاب يعد نواة لعمل بحثي كبير يتناول الحركات الإسلامية بشكل أكثر تفصيلا ويتناول التجربة التركية في مقالات، ويحتوي الكتاب على 26 عنوانا. وقال أحمد بان، الباحث بمركز النيل للدراسات الإستراتيجية، إن الكاتب الراحل حسام تمام عايش الإخوان، وقرر أن يكون باحثا وليس حركيا، وقدم قراءة اقتربت من هذه الظاهرة واختلط فيها الجانب الحركي بالدراسة الاجتماعية، وهو من العلامات البارزة رغم عمره المحدود في مجال البحث، محاولا الطواف في كل الحركات الإسلامية ليقدم دراسة بانورامية. وتناول الكتاب حالة الحركة الإسلامية في عدد من الدول، من أبرزها المغرب ومصر وتركيا وفلسطين وأفغانستان وموريتانيا، ويقول حسام تمام في مقدمته "قبل ثلاث سنوات لمعت فكرة هذا الكتاب؛ الكتابة عن الحركات الإسلامية من خلال الاقتراب والمعايشة ودون الاقتصاد على الحالة المصرية". وأضاف "كنت قد خططت لأن أزور بلدان العالم الإسلامي التي تنشط فيها أهم الحركات الإسلامية، سواء من حيث القوة والتأثير أو من حيث القدرة علي الاجتهاد والتجديد". وأكمل قائلا "فعلى مدار ثلاثة أعوام متواصلة وجدتني في سفر لا ينقطع بين أرجاء العالم الإسلامي من المغرب غربا إلي ماليزيا شرقا ومن تركيا شمالا إلي السودان جنوبا وبعض البلاد زرته أكثر من مرة فكانت فرصة لأن أتعرف عن قرب -ولو علي هامش السفر- علي بعض تجارب الحركات الإسلامية وخبراتها في هذه البلاد فكان هذا الكتاب". وقال إن هذا الكتاب هو حصاد من هذه الأسفار ولكنه ليس كل ثمارها.. وأن "بعض الثمر مازال أمامه وقت لينضج وبعضه نضج ولكن لم يحن قطافه". وتوفي حسام تمام في اكتوبر 2011، عن عمر يناهز 37 عاماً، وهو صحافي، وباحث في علوم الإسلام السياسي. ويعتبر تمام واحدا من أبرز الخبراء العرب في شئون الإسلام السياسي والحركات السياسية ومن المتابعين لشؤون الأقليات الإسلامية المقيمة في الغرب. وكان قد زار تمام، موريتانيا عام 2007، وأمضى فترة بها، حيث عقد لقاءات مع قيادات إسلامية، وبعض المتابعين للحركة الإسلامية، وإعلاميين وباحثين. كما ظل يرتبط بعلاقات وطيدة بإعلاميين وباحثين موريتانيين معروفين.