صور وتفاصيل دقيقة من طفولة الرئيس ولد عبد العزيز (تحقيق مثير)

 

نشر موقع “الحصاد” تحقيقا عن مراحل تتعلق بحياة الرجل الأول في البلاد الذي يدير شؤون الدولة بشكل مباشر منذ أكثر من 5 سنوات، فقد زار موفد للموقع خلال الأيام الماضية المدينة التي نشأ وترعرع فيها رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وقضى فيها الخمسة عشر سنة الأولى من حياته، ودرس فيها التعليم الابتدائي، وهي مدينة “دارو مستي” (أو دار المعطي كما تسمى بالعربية) الواقعة وسط السنغال على بعد 28 كلم شمال غرب مدينة طوبى الشهيرة.

فحسب معلومات استقاها موفد “الحصاد” من السكان المحليين فإن أسرة عبد العزيز ولد اعلي قد أقامت في المدينة منذ منتصف الخمسينيات ضمن عدة عائلات موريتانية أخري من ضمنها عائلة أهل للهاه وعائلة أهل الحيمر وعائلة المولود سوكو وعائلة أحمد فال (ولد إسلامة) والد العمدة الجديد لبلدية آوليكات وعائلة المختار سوكو..الخ، وكان لقرار العائلة إرسال ابنيها محمد وأخوه المرحوم احمدو إلى المدرسة النظامية ــ عكسا للعرف الاجتماعي السائد بين الأسر الموريتانية حينها والقاضي بمقاطعة التعليم النظامي ــ الأثر الأكبر في مستقبل الرئيس الحالي للبلاد.

وقد اجمع من التقاهم موفدنا من زملاء عزيز في الدراسة على أن “أمد آيدرا”، وتعني “الشريف محمد”، ظل محافظا على المرتبة الأولى طيلة دراسته في مدرسة “اسرين محمد الحبيب امباكي” ما بين العامين 1965 و1971، كما حافظ شقيقه “أحمدو آيدرا” على التواجد بشكل دائم في المراتب الخمس الأولى.

ومن أصل 28 تلميذا هم زملاء الرئيس وأخيه في الصف الأول ابتدائي (أنظر الصورة أسفله)، لازال حوالي عشرة أشخاص موجودون في “دارو مستي” ويمارسون حرفا وأعمالا مختلفة.

وبمساعدة تجار موريتانيين مقيمين في المدينة التقى موفد الموقع بـ 4 من هؤلاء وهم :

ــ مكط موسوكرو انجاي مسيرة صيدلية المستشفى

ــ عبد الله فال، صاحب ورشة لإصلاح الالكترونيات

ــ فيصل حسني، من أب لبناني وأم سنغالية ويعمل في ايطاليا منذ 25 سنة .

ــ احمد افال، مزارع (يظهر في الصورة وهو يقف خلف الرئيس ويشير اليه بيده)

مكط انجاي قالت إنها تعرفت علي زميلها في الدراسة عندما شاهدته على شاشة التلفزيون مباشرة عند الإعلان عن قيامه بانقلاب في موريتانيا عام 2008 أي بعد قرابة 37 عاما من الفراق، وأضافت بأنها لازالت تذكر أول لقاء جمعها به وأخيه وكان عندما دخلوا جميعا الصف الأول ابتدائي، حيث كان أول من درسهم هو “السيد سيسى” مدة 3 أشهر، وبعده تولى مهمة التدريس “السيد جالو”، إلا أن أشهر معلميهم كان “السيد انجاي” ويلقبونه بالقصير (بوكات). وقد فرحت كثيرا ــ تقول مكط انجاي ــ بأن أحد زملاء الدراسة قد صار رئيسا لبلاده.

عبد الله افال قال “كنت أقرب زملائي من محمد حيدره وأخيه، كنت أسكن تقريبا مع أسرة “عبد العزيز آيدرا”، وأخرج مع محمد والمرحوم أحمدو لصيد الأرانب كل أسبوع، لقد كان محمد يحظى باحترام الجميع، وعلى الرغم أنه لم يكن أقوى التلاميذ بدنيا فقد كان مهابا، وفي العام 1971 غادرنا الي موريتانيا رفقة خاله علي ولد الجيرب ، والتحقت بهم الأسرة بعد ذلك بفترة قصيرة، وقد تفرقت المجموعة بعد إجراء مسابقة السنة الأولي الابتدائية حيث لم تكن في “دارو مستي” حينها إعدادية.

عبد الله فال أو “عبد الله ولد عبد المقور” الذي هو من أصل موريتاني (بزكي) ويتكلم الحسانية أضاف انه ترك الدراسة وذهب هو الآخر إلي موريتانيا سنة 1977 وافتتح ورشة في السبخة لكنه “سفر” سنة 1989 وصودرت داره في لكصر وهو يطالب “صديقه” بمساعدته على استعادتها، كما يطالبه بمساعدته في الحصول علي الأوراق المدنية الموريتانية.

أما فيصل حسني فيقول إنه كان زميلا في المدرسة لـ “محمد آيدرا”، لمدة ست سنوات ومارسا الرياضة معا ” لقد كان “آيدرا” متفوقا طيلة دراسته وكانت طفولتنا متميزة وصداقتنا خاصة حيث ترتبط العائلات للبنانية والموريتانية في المدينة بعلاقات طيبة”.

وبرفقة ثلاثة من زملاء “محمد آيدره” السابقين زار موفد الحصاد القسم الذي درس فيه الرئيس الموريتاني حيث كان آخر درس يقدم فيه يوم 18 ديسمبر 2013 بسبب قبل بداية العطلة المدرسية، كما زاروا المحل التجاري الذي كان يملكه عبد العزيز حيدره والمنزل الذي عاش فيه الرئيس السنوات الـ 15 الأولى من حياته .

موسي فال يقول لم أكن ادرس مع “محمد آيدره” فقد كنت أدرس مع أخيه الأصغر ونسميه في المدرسة بـ “ولدو” وكنت أتردد علي منزل عبد العزيز حيث كانت زوجته تقدم لنا الطعام، لم تكن أسرة ثرية لكنها كانت ميسورة الحال، لقد حزنت كثيرا لرحيلها عن “دارو مستي”.

موفد الحصاد التقي بأخت الرئيس عزيز من الرضاعة فاطم حسني ( لم نتمكن من تصويرها)، لبنانية متزوجة من سنغالي ويقع منزل عائلتها بجوار المنزل الذي كانت تسكنه أسرتي أهل عبد العزيز وأهل للهاه، وهي ابنة عمة الزوجة السابقة للرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد الطائع شادية محمد كامل التي عاشت عائلتها (آل كامل) فترة طويلة في دارو مستي، وأكدت السيدة حسني التي كانت محاطة بشقيقتيها أنها تعرف جيدا محمد ولد عبد العزيز وأمه وخالته فقد كانوا جيرانا لمدة طويلة وأنه كان ولدا مهذبا وبلامشاكل.

أين ولد الرئيس ولد عبد العزيز؟

تظهر الوثائق الرسمية أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مزداد سنة 1956 في مدينة أكجوجت بولاية اينشيري، لكن بعض المؤشرات ترجح أن يكون قد ولد بالفعل في “دارو مستي” وهو ما أكده لمندوب الحصاد أكثر من مصدر بمن فيهم السيدة فاطم حسني، لكن تجارا موريتانيين في المدينة يقولون إن لديهم معلومات تؤكد أن ولد عبد العزيز ولد بالفعل في موريتانيا وأن أسرته جاءت إلي السنغال وعمره عدة أسابيع فقط، ومهما يكن من أمر فان الرئيس ولد عبد العزيز (58 سنة) قد عاش أكثر من ربع ما مضي من عمره في مدينة دارو مستي، والقدر وحده هو الذي هيأ له الأسباب ليصبح الرئيس السابع للجمهورية الإسلامية الموريتانية.

تحقيق: محمدن ولد آكاه الحصاد

صور: