بينما تغيب الزوجة في لهو الكماليات وعبث الحياة ضاربة بعرض الحائط كل التزاماتها ومسؤوليتها تجاه بيتها وزوجها وأطفالها، يخلو الجو للخادمة كي تلعب بذيلها مستفيدة من حريتها الكاملة في التحرك داخل البيت ومن فراغ الزوج الذي يتعود لا شعوريا على قربها منه ورعايتها له ولأطفاله في الظرف الذي تنشغل فيه عنه "زوجته" أقرب الناس إليه في أمور ثانوية تافهة كان من الممكن بل من الواجب أن لا تشغلها عنه.
في هذه الأثناء وبموجب "الخلوة غير الشرعية" يتحرك الشيطان المعشش أصلا داخل البيت ليحرك في نفس الرجل غريزة حب الاستكشاف الفطرية التي خلقها الله بداخله فتبدأ مغامرة ثنائية الأطراف يبحث كل طرف فيها عن مبتغاه بأسلوبه الخاص. تعمل الخادمة لتنفيذ مشروعها "الطموح" بحذر شديد ووفق خطة مدروسة، فتبدأ بجس نبض الزوج بخطوات محسوبة ودقيقة، تخطوا أولاها وهي في ثوب قصير تلفه على بعض جسدها ـ بحجة التجهيز لدخول الحمام استعدادا للمغادرة ـ تتمايل فيه يمنة ويسرة ملفتة بذلك الانتباه إلى أنوثتها، تدقق في الملاحظة خفية لترى مدى تجاوب الرجل وحين تلاحظ إيماءة تدل على القبول تنتقل إلى الخطوة الموالية فتبتسم مؤكدة له بطريقة ما من خلال تلك الابتسامة أن إيحاءه قد فهم وأن طلبه مقبول مسبقا ولكنها تنتظر أن يكون هو صاحب المبادرة. الزوج كان على استعداد نفسي مسبق والرسالة قد وصلت والجو خالي، الأطفال في مدارسهم والزوجة تهيم في خصوصياتها.... فلم لا!!؟ يبدأ التفكير عند الرجل وإضافة إلى ما لديه من أسباب يستحدث أسبابا أخرى مبررا بذلك لنفسه إشباع غريزته بحلال في السر لفترة محدودة بالنسبة لبعض الرجال وغير محدودة بالنسبة لآخرين. يتحين الزوج وقت خروج الخادمة فيخرج هو أيضا ليلتقيا "بالصدفة" على الشارع وبحجة إيصالها إلى البيت يأمرها باعتلاء السيارة لتجلس على المقعد الخلفي درءا للشبهة، في الطريق يفتح الموضوع بعد مقدمة قصيرة ـ حسب مجرب ـ ودون أي تمنع وبعد أن تطلب دقائق للتفكير تعلن الموافقة على الزواج وعلى الطريقة التي سيتم بها وعلى كيفية اللقاء الذي يحدث جزء كبير منه في البيت أثناء غياب "الزوجة الأولى". الزوجة آخر من يعلم يتم كل شيء في السر، وتستمر العلاقة المتعدية بين الخادمة وربة البيت دون أن يشوبها شائب على الأقل من جانب الزوجة الأولى. ذات مرة وبينما نحن في بيت أحد الأصدقاء، دخلت علينا الخادمة وهي تحمل صينية الشراب، مباشرة وبعد خروجها علق أحد الأصدقاء مثنيا على جمالها، فكانت ردة فعل صاحبنا - رب البيت- شديدة ، حيث وبخ زميله بطريقة عنيفة، الأمر بدا وكأنه غيرة على الشرف، لكنه أثار استغرابنا فلا أحد يمكنه أن يتخيل أي علاقة بين هذا الرجل الذي تسيطر عليه زوجته سيطرة مطلقة وبين خادمة استقدمتها هي بنفسها من دولة أخرى، بعد لحظات صمت غيرنا الموضوع لكن مظاهر الغضب والحنق لم تزل عن وجه مضيفنا مما اضطرنا إلى مغادرة البيت. بنهم الصحافة وبعد هذه المؤشرات تحركت قوة من الشباب "الأصدقاء اللدودين" المهتمين بالخبر لتقصي الموضوع، فكانت المفاجأة مذهلة، غادر صاحبنا البيت زوال يوم الأحد، مباشرة بعد مغادرته دخل أحد الشباب بيته مستفسرا زوجته عن مكان تواجده فأكدت له أنه ذهب في رحلة "صلة رحم" يقوم بها عادة كل يوم عطلة، في هذه الأثناء كان الفريق الثاني يتتبع خطواته، بعد دقائق من انطلاقته توقف صاحبنا ونزل من سيارته متجها صوب السوق ليخرج وفي جعبته متطلبات المطبخ، ثم اتجه إلى حي شعبي وهناك أوقف سيارته في ركن منزوي، ترجل لعدة أمتار ثم توقف واتصل بأحدهم لم يطل به الانتظار كثيرا حتى خرجت إليه من أحد الأكواخ القريبة زنجية عرفنا فيما بعد أنها الخادمة نفسها. اتفقنا على أن يبقى على أن يبقى الأمر في سريته المطلقة وأقسمنا على عدم إشاعته بأغلظ الأيمان، بعد أشهر وبينما كان أحد الأصدقاء في جلسة ودية مع بعض زميلات الزوجة تفاجأ بإحداهن تسأله عن قصة زواج صاحبه من خادمته في السر، أنكر وأقسم حانثا لكنها لم تكن بحاجة إلى تأكيده فهي جد متأكدة، بعد فترة قصيرة وبعد أن شاع الخبر، كانت الزوجة آخر من يعلم ولم ترضى غير الطلاق بديلا، بينما طلق هو الخادمة أيضا. "زينب" التقيناها على هامش الموضوع وسألناها عن رأيها، فأجابت "لا بد للزوجة من خادمة تعينها، فالحياة أصبحت صعبة إلى درجة لم يعد معها راتب الزوج كافيا لتسيير البيت ماديا، فأصبح لزاما على المرأة أن تساعده لذلك على أحد ما أن يبقى في البيت لرعاية الأطفال، أما فيما يتعلق بارتباط الزوج مع الخادمة فذلك لا ينطبق على كل الرجال، فالمحترمون والمسؤولون منهم لا يفكرون مجرد التفكير في الخيانة، أما اللعوبون فإن لم يتسنى لهم فعل ذلك في البيت، فالشارع مفتوح لهم، المسألة باختصار هي قضية تربية". لص البيت المؤتمن تظهر استطلاعات الرأي أن ثمانين في المائة من الخادمات يسرقن مقتنيات البيت، وأن بعضهن يتعاملن مع لصوص محترفين يستطلعن لهن البيت، وأن الكثيرات منهم يعملن لصالحهن. السيدة "فتية" أكدت أنها تعاملت مع خادمة جاءت بها من الشارع وبعد أن اتفقتا على الأجر واستلمت أعمالها تحينت فرصة غياب لحظي لأهل البيت وسرقت هاتفها النقال من نوع "موتورولا ف 3"واختفت تماما، في نفس السياق أكد "محمد الأمين" أنه ألقى القبض على خادمته وهي تحاول سرقة نقود من جيب فضفاضته، فيما كانت الشرطة قد ألقت القبض على عصابة تستخدم الأطفال والخادمات للتجسس على أسرار البيوت ومحاولة كشف مخابئ نقود أربابها وحلي نسائها. كما تفيد نفس الاستطلاعات أن الأطفال الجانحين أكثريتهم هم من تربية الشغالات في ظل غياب الأم الحقيقية، الأمر الذي يترك لهم الباب مفتوحا على مصراعيه ليعيشوا حياتهم ب"حرية" لا تقيدها نصائح الأم ولا عنفوان الأب. خاتمة خلوة الزوج والخادمة خلوة غير شرعية يرفضها الدين بينما هي العرف السائد، ورغم تشديد الشرع على حرمتها لحكمة بالغة، فإن ما يظهر من خطورتها جدير بالوقوف أمامها ودراستها بتمعن كظاهرة ترسخت يوما بعد يوم، حتى سارت كالدم في أوصال المجتمع، وحتى لا يحدث انقلاب على الزوجة داخل البيت فإن عليها مراعاة فارق التوقيت بين كمالياتها وضرورة وجودها إلى جانب الزوج لملأ وقت فراغه في ظل وجود امرأة أخرى تتربص بها الدوائر. اطلس اينفو